للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وَلي قضاءَ [دمشق] نيابة عن محمَّد بن العباس الجُمَحيّ، وولي قضاء الرَّمْلة، وسكن مصر، وكانت له بها حَلْقة، وكان محمود السيرة فيما ولي.

وكانت له عبادةٌ ونُسُك ووَرع، ثم خَلَّط في آخر عمره فافتُضِح، ومُزِّقَت كُتبه في وجهه، وهَجَره النَّاس فلم يَقْرَبْه أحدٌ، فمات بعد ذلك بيسير.

حدَّث عن الرَّبيع بن سليمان وغيره، وروى عنه ابن أبي العَقَب وغيره، ثم تركوه.

وقال الطحاوي: قدم علينا مصر، فكتب عنه شيوخُها، أمَّا نحن فما كتبنا عنه لأنَّنا نُناظره. معناه: أنَّنا نعرف الحديث ومن يُتَّهم به.

وقال الدارقطني: كان القزويني يضع الحديث (١).

عليُّ بن سليمان بن الفَضْل

أبو الحسن، البغداديّ، النَّحْوي، ويعرَف بالأخْفَش الصغير (٢).

كان عالمًا فاضلًا يُضاهي الأخفشَ الكبير في فضله، وتوفِّي ببغداد في ذي القعدة، وقيل: في شعبان فجاةً.

وكان فقيرًا من الدنيا، وكان أبو علي بن مُقْلَة يَبَرُّه، وكلَّم في شأنه الوزير علي بنَ عيسى ليخرج له رزقًا فلم يفعل، وزَبَر ابنَ مُقلة، وعلم أبو الحسن فاغتمَّ، وانتهت به الحال إلى أن أكل السَّلْجَم (٣) النِّيء، فقبض على قلبه فمات فجأة. وكان مُفتيًا.

سمع ثعلبًا، والمُبرّد، واليَزيديّ وغيرَهم، وروى عنه المعافي بن زكريا وغيره.

ومن شعره يرثي قريبًا له: [من البسيط]

يَا ليتني كنتُ ممَّن كان شاهدَه … إذ ألْبَسوه ثيابَ الغُرْبَة الجُدُدا

وطيَّبوه فما ضَنُّوا بطيبهم … طِيبًا لَعَمْرُك لم تمدد إليه يدا

حتَّى إذا صَيَّروه دون صَفِّهِمُ … وأمَّهم قارئٌ صلَّى وما سجدا


(١) سؤالات الحاكم للدارقطني ص ١٢٠ وعن ١٧٣.
(٢) تاريخ بغداد ١٣/ ٣٨٨، وتاريخ دمشق ٤٩/ ٢٣٨، والمنتظم ١٣/ ٢٧١، وتاريخ الإسلام ٧/ ٢٩٥، والسير ١٤/ ٤٨٠.
(٣) هو اللفت كما في المعجم الوسيط.