للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وقيل:] كان عثمان رضوان اللَّه عليه كتب إلى معاوية يَأمره أن يُغزي حبيبَ بن مَسْلَمة أرمينية، فسار إليها، وبلغ حبيبًا أن ملك الروم -ويقال له: المُوريان الرّومي- قد قَصده في ثمانين ألفًا من الرُّوم والتُّرك، فأرسل حبيب إلى معاوية يُخبره، فكتب معاوية إلى عثمان رضوان اللَّه عليه، فأمر عثمان رضوان اللَّه عليه سعيد بنَ العاص أن يُمدَّه، فأمَدّه بسلمان بن ربيعة الباهلي في ستة آلاف، وكان حبيب صاحبَ كَيْد، فأراد أن يكيد الموريان، فقالت له امرأتُه أم عبد اللَّه بنت يزيد الكلبية: أتُبيِّتُهم؟ قال: نعم، وأوَّلُ ما أقصِد سُرادق الموريان، قالت: افعل، فبيَّتَهم، ووصل إلى السُّرادق، فوجد امرأةً قد سبقَتْه إليه، فقتلهم وهزمهم، ووهب لها السُّرادق فضرَبتْه عليها، فهي أولُ امرأة من العرب ضُرب عليها السّرادق، ومات عنها حبيب فتزوجها الضَّحاك بن قيس الفهري، فهي أمُّ ولده (١).

واختلفوا فيمن حجَّ بالناسِ في هذه السنة، فقال أبو مَعشر والواقدي: حجَّ بهم عبد الرحمن بن عوفٍ بأمرِ عثمان، وقال آخرون: حجَّ بهم عثمان، وقال البلاذري: حجَّ بالناسِ في سنة أربعٍ وعشرين عبد الرحمن، وحجَّ عثمان في خلافتِه كلِّها عشرَ سنين إلّا السنةَ التي حُوصِرَ فيها، فإنه بعث عبد اللَّه بن عباس فحجَّ بالناسِ (٢).

فصل وفيها توفيت:

أُم أيمن مولاةُ رسولِ اللَّه -

وقد نسبها الواقدي وقال: اسمُها بَرَكَة بنت ثعلبة بن عَمرو بن حصن، وَرِثَها رسولُ اللَّه من أبيه عبد اللَّه بن عبد المطلب وخمسةَ أجمالٍ أَوارِك وقِطْعَةَ غَنَمٍ، وقد ذكرناه في السيرةِ، فاعتقها حين تزوَّج خديجة، وزَوجُها عبيدُ بن زيد، من بني الحارث بن الخزرج، فولدت له أيمن فكنِّيت به، صحب النبيّ ، ثم قُتل يوم أُحد شهيدًا، ثم تزوَّجها زيد بنُ حارثة بعد النبوّة، فولدت له أُسامةَ بنَ زيدٍ.


(١) من قوله: وقيل كان عثمان كتب إلى معاوية يأمره أن يغزي. . . إلى هنا ليس في (ك)، وانظر تاريخ الطبري ٤/ ٢٤٨.
(٢) طبقات ابن سعد ٣/ ٦٠، وتاريخ الطبري ٤/ ٢٤٩، وأنساب الأشراف ٥/ ١٢١، والمنتظم ٤/ ٣٤٠.