للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الخليفة يستنجده، فمرض بين حَرَّان والمَوْصِل، ووصل الموصل في منتصف جُمادى الآخرة، فتوفي بها يوم الاثنين رابع عشرين منه بعِلَّة الذَّرَب، وعمره ثلاثٌ وسبعون سنة، ودُفِنَ إلى جانب قضيب البان.

وكان له من الأولاد: عماد الدين عمر، وفخر الدين يوسف، وكمال الدين أَحْمد، ومعين الدِّين حسن، وأمهم بنت شهاب الدِّين بن أبي عصرون.

مُحَمَّد بن عمر (١)

ابن شاهنشاه بن أَيُّوب، الملك المنصور، صاحب حماة.

كان شجاعًا، محبًّا للعلماء والفُضَلاء، وكان عنده جماعةٌ من المُعَمَّمين لهم الرَّواتب مثل السيف الآمِدِي، ومن يجري مجراه، وصنَّف كتابًا سماه "المضمار" (٢)، فيه جملةٌ من التَّواريخ، وأسامي مَنْ وَرَدَ عليه في عشر مجلدات، وكانت وفاته في شوال بحماة، ودفن عند أَبيه.

وقام بعده ولده الأكبر الملك النَّاصر قليج رسلان، وجرى له مع الكامل بعد ذلك عجائب، وأخذ منه حماة، وأعطاها لأخيه الملك المُظَفَّر، واعتقل قليج رسلان في الجُبِّ بمِصْر، ومات على أقبح حال.

محمود بن محمَّد (٣)

ابن قرأ رسلان بن أُرْتُق، الملك الصَّالح، ناصر الدِّين، صاحب آمد.

كان شجاعًا، عاقلًا، جَوَادًا، محبًّا للعلماء، وكان الأشرف يحبه، وجاء غير مرة إلى خدمة الأشرف إلى دُنَيْسر وغيرها، ومات بآمد في صفر.


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٣/ ٣٠، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٣٣٣، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) هو "مضمار الحقائق وسر الخلائق"، وقد طبعت منه قطعة، فيها حوادث سنوات ٥٧٥ - ٥٨٢، بالقاهرة سنة ١٩٦٨ بتحقيق الدكتور حسن حبشي.
(٣) له ترجمة في "المذيل على الروضتين": ١/ ٣٣٤، وفيه تتمة مصادر ترجمته، وقد اختلف في سنة وفاته ما بين سنة ٦١٧ هـ أو ٦١٨ هـ أو ٦١٩ هـ.