وكان أخا عبد الملك من الرَّضاعة، فوفد عليه في خلافته، فجلس في مسجد دمشق وأهل الشام يُعرَضون على ديوانهم، وتلك اليَمانيَةُ حوله يقولون: الطّاعة الطاعة، فقال جعفر: لا طاعةَ إلا لله، فوثبوا عليه وقالوا: تُوهِنُ طاعة أمير المؤمنين؟ حتى ركبوا الأسطوان عليه، فما أفلت إلا بعد جهد، وبلغ عبد الملك فأرسل إليه، فأُدخل عليه فقال: أرأيتَ هذا من عملك؟ أما والله لو قتلوك ما كان عندي فيك شيء، ما دخولك في أمر لا يَعنيك؟ ترى قومًا يَشُدُّون مُلكي وطاعتي فتجيءُ فتُوهِنُه، إيّاك إياك.
مات جعفر بالمدينة في خلافة الوليد بن عبد الملك، وقد روى عن أبيه، وروى عنه الزُّهري، وكان ثقة وله أحاديث.
وقال الإمام أحمد ﵀: جعفر بن عمرو بن أُمَيَّة الضّمرِي تابعي ثقة، وله أحاديث.
وأخوه الزِّبرقان بن عمرو رَوَى عنه أيضًا (١).
[وفيها مات]
الحجَّاج بن يوسف
ابن الحَكَم بن أبي عَقيل بن مسعود بن عامر بن مُعَتِّب -من الأَحْلاف- بن مالك بن كعب بن عمرو بن سَعد بن عَوف بن ثَقيف، واسمه قَيس بن مُنَبِّه بن بَكْر بن هوازن، أبو محمد الثَّقفيّ.
وقال الشعبي: كان بينه ويبن الجُلَنْدَى الذي ذكره الله تعالى في كتابه في قوله: ﴿وَكَانَ وَرَاءَهُمْ مَلِكٌ يَأْخُذُ كُلَّ سَفِينَةٍ غَصْبًا﴾ [الكهف: ٧٩] سبعون جَدًّا.
(١) "طبقات ابن سعد" ٧/ ٢٤٣ - ٢٤٤، و"مختصر تاريخ دمشق" ٦/ ٧٦، و"تهذيب الكمال" ٥/ ٦٧.