للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قد أقبل، فأناخ عند عمر ، فنادى عمر وقام قائمًا: يا طلحة، قال: ما الذي بك؟ فقال: هلك واللَّه أبو سليمان، فقال طلحة : [من البسيط]

لا أَلفَيَنَّك بعد الموتِ تَندُبُني … وفي حياتيَ ما زَوَّدْتَني زادي

فقال: واللَّه ما نَقَمتُ عليه إلا قَتلته لمالك بن نُويرة، وأخذ زوجته (١).

ذكر أولاد خالد: قال ابن قُتيبة: كان لخالدٍ من الولدِ عدد كثير قَتل الطّاعونُ منهم أربعين رجلًا (٢).

وقال ابن سعدٍ: كان لخالد من الولدِ المهاجِرُ، وعبد الرحمن، لا بَقيَّةَ له، وعبدُ اللَّه الأكبرُ قُتلَ بالعراقِ، وأُمُّهم أسماءُ بنت أنس بن مدرك الخَثْعمي، وسليمان بن خالد وبه كان يُكنى، وأُمّه كَبشَةُ بنت هَوْذَةَ بن أبي عمرو، من قُضاعة، وعبدُ اللَّه الأصغر، وأُمُّه أُمُّ تميم. هذا قول ابن سعد (٣).

وقال هشام: كان له من الولدِ: المهاجِرُ وعبد الرحمن وعبدُ اللَّه الأكبرُ وعبدُ اللَّه الأصغر وسليمان، فأما المهاجِرُ وعبدُ الرحمن فكانا غُلامَيْنِ على عهدِ رسولِ اللَّه ، وكانا مُختلفَيْن؛ المهاجِرُ مع عَلِيٍّ، وعبدُ الرحمن مع مُعاوية، وكذا قال ابن عبد البَرِّ (٤).

وقال الموفَّقُ : ويُقال إنَّ المهاجِرَ قُتِل مع عليٍّ بصِفّين، وترك ولدًا اسمه خالد (٥)، والأشهرُ أنَّ المُهاجِرَ عاشَ زمانًا بعدما استُشْهِد علي (٦).

وأما عبدُ الرحمن بن خالد فكان من ساداتِ قُريش وفُضلائهم، وكان قد مال إليه أهلُ الشامِ، فعزَّ على مُعاوية، فسقاه طبيبٌ يهودي سمًّا فمات، وسنذكره في ترجمته في أيّامِ مُعاوية.


(١) تاريخ دمشق ٥/ ٥٦٤، وهذا الخبر ليس في (ك).
(٢) المعارف ٢٦٧.
(٣) الطبقات ٥/ ٢٦.
(٤) الاستيعاب (١٥٥١) و (٢٤٠٣).
(٥) التبيين ٣٤٧.
(٦) من قوله: وكذا قال ابن عبد البر. . . إلى هنا ليس في (أ) و (خ).