كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة السادسة عشر وخمس مئة - عبد الله بن محمد بن عبد الله - ج: 20 - ص: 163

وتوفِّي يوم الاثنين ثاني عشر ربيع الآخر، ودُفِنَ بباب حَرْب، وكان صحيحَ السَّماع، كثير الضَّبْط، والفَهْمِ، والمعرفة، حسنَ الاعتقاد، وأَجْمعوا على عدالته.

عبدُ الله بنُ محمد بن عبد الله (١)

ابن محمد بن عبد الله بن سليمان، أبو محمد - والد أبي اليُسْرِ شاكر [بن عبد الله] (٢) - التنوخي المَعَرّي.

ولد بالمَعَرَّة سنةَ تسعٍ وسبعينَ وأربع مئة (٣)، وقرأ الأدب [وَبَرعَ فيه، وقال الشعر، قال الحافظ ابن عساكر: أنشدني ابنه شاكر وكنيته أبو اليُسْر قال: أنشدني أبي لنفسه هذين البيتين] (٤): [من الكامل]

يا مَنْ تَنَكَّبَ قَوْسَهُ وَسِهَامه … وله مِنَ اللَّحْظِ السَّقِيمِ سُيوفُ

تُغْنِيْكَ عن حَمْلِ السِّلاح إلى العدى … أجفانُكَ المَرْضى فَهُنَّ حُتُوفُ (٥)

وكتب إلى ولده من مِصر: [من السريع]

يا غائبًا مَسْكَنُهُ مُهْجَتي … وحاضرًا وليس بالحاضِرِ

صَوَّرَهُ شَوقي إليهِ فِما … يريمُ عن قَلْبي وعَنْ ناظِرِي

وقال من شِعْره: [من الرمل]

قِفْ على الرَّبْوَةِ يا حادي الرِّكاب … وَقْفَةً تُذْهِبُ عني بعضَ ما بي

وارْجِعِ العِيْسَ إلى أَكنافِها … نَقْضِ حَقَّ الوُدِّ مِنْ دار الرَّبابِ

كيف لا أَصبُو إلى أرْضِكُمُ … وبها صاحَبْتُ أيَّامَ الشَّبابٍ

لَجَّ مِنْ فَرْطِ غَرامي بكُمُ … دَمْعُ عَيْني وحنيني وانْتحابي

---

(١) له ترجمة في "خريدة القصر" قسم شعراء الشام: ٢/ ٣٣ - ٣٤، و"تعريف القدماء بأبي العلاء" (الإنصاف والتحري) لابن العديم: ٥٠٢، و"الوافي بالوفيات": ١١/ ٥٨٥، و"مختصر تاريخ دمشق": ١٣/ ٢٩٠ (اختصرته على نهج ابن منظور سكينة الشهابي).
(٢) ولد أبو اليسر في شيزر سنة (٤٩٦ هـ)، وتوفي سنة (٥٨١ هـ)، وكان تولى كتابة الإنشاء لعماد الدين زنكي، ثم من بعده لابنه نور الدين، انظر "كتاب الروضتين": ٢/ ٢٩ بتحقيقي، وما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) ذكر العماد في "الخريدة" أن ولادته سنة (٤٦٧ هـ)، وذكر ابن عساكر أنه ولد سنة (٤٧٧ هـ).
(٤) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٥) البيتان في "الخريدة" قسم الشعراء الشام: ٢/ ٣٣.