للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

من العشرة، فقال: ويحكم، أتظنّون أني أصالح عن غيري (١) وأخرج بغير أمان؟! فقالوا: نردُّ أمرك إلى خليفة رسول الله ، فقال: رضيتُ، فأرسلوا به إليه.

فصل [مسيلمة بن] ثُمامةُ بن حبيب (٢)

وهو مسيلمة الكذّاب، وكُنيتُه أبو ثُمامة، وقيل: أبو هارون، وسمَّى نفسَه رحمانَ اليمامة، وكان قد ادَّعى النبوَّةَ قديمًا، ولما نزل قوله تعالى: ﴿قُلِ ادْعُوا اللَّهَ أَوِ ادْعُوا الرَّحْمَنَ﴾ [الإسراء: ١١٠] قالت قريش: ما نَعرفُ رحمانَ إلا رحمان اليَمامة (٣)، فلما هاجر رسولُ الله إلى المدينة وفد عليه مسيلمةُ في وفد بني حنيفة وقد ذكرناها فلما عاد إلى قومه ادَّعى النبوَّة، وخاف ألا يَتمَّ له مُرادُه فقال: قد أُشْرِكْتُ مع محمَّد، وشهد له الرجَّالُ، وكان مُشَعْبِذًا.

وهو أوَّلُ مَن أدخل البيضةَ في القارورة، وكان يَسجع لهم سَجْعًا يُضاهي به القُرآن في زعمه، فمن ذلك:

والليلِ الأَسْحَمِ (٤)، والذّئب الأَدْلَم، والجَذَع الأَزْلَم، ما انتهكت بنو حنيفة من مَحْرَم.

والليل الدّامس، والذئب الهامس، ما قطعت حنيفةُ (٥) من رطبٍ ويابس.

سبَّح اسم ربك الأعلى، الذي يَسّر على الحُبلى، فأخرج منها نَسمة تَسعى، من بين شَراسيف وحَشا.

والشاة وألوانِها، وأصوافها وألبانها، والسماء وعنانها.

والزّارعات زَرْعا، والحاصدات حَصْدا، والذَاريات ذَرْوا، والطّاحنات طحنًا، والعاجناتِ عَجْنًا، فالخابزاتِ خَبْزًا، فاللاقماتِ لَقْما. يُعارض بها ﴿وَالْعَادِيَاتِ ضَبْحًا (١)[العاديات: ١].


(١) في (أ) و (خ): نفسي، والمثبت من المنتظم ٤/ ٨٧، وكتاب الردة ٢١٠.
(٢) ما بين معكوفين من جمهرة أنساب العرب ٣١٠، وهذه الفصول إلى ذكر فاطمة انفردت بذكرها نسخة (ك)، وقد سلف ذكر ردة مسيلمة أخزاه الله.
(٣) انظر تفسير الطبري ١٥/ ١٢٤.
(٤) في تاريخ الطبري ٣/ ٢٨٣، والمنتظم ٤/ ٢١: الأطحم، وهما بمعنى.
(٥) في الطبري والمنتظم: أسيّد، بدل حنيفة في الموضعين.