للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وفيها تُوفِّي]

محمد بن أحمد بن القاسم (١)

ابن إسماعيل، أبو الحسين، الضبِّي، القاضي، ويعرف بابن المَحامِلي، حفظ القرآن، وسمع الحديث، وكان جامعًا للعلوم، وتوفي ببغداد في رجب، وكان ثقة.

[وفيها تُوفّي]

محمد بن علي بن خلف (٢)

أبو غالب، فخر الملك الوزير، أصله من واسط، وكان أبوه صيرفيًّا، فتنقَّلت (٣) به الأحوال إلى خدمة بهاء الدولة، فاستوزره، وبعثه نائبًا عنه إلى بغداد، وكان جوادًا سمحًا، أثر ببغداد الآثار الجميلة، ولمَّا وَليَ الوزارةَ أعطى كلَّ واحدٍ من حاشية الملك مئةَ دينار، ودستًا من الثياب، وسد البثوق، وعَمَرَ سوادَ الكوفة، وعمل الجسر ببغداد، وعَمِلَ له درابزينات، وكان قد بطل، وعمل المارستان، وكانت دارُه على الحريم الطاهري يُقال لها: الفخرية، وكانت للمتَّقي لله، وابتاعها عِزُّ الدولة بختيار، وخربت، فعَمَرَها فخرُ الملك، وغرم عليها أموالًا كثيرة، وكان الفراغُ منها في رمضان سنة اثنتين وأربع مئة، وعصَفَتْ ريحٌ ببغداد فقصفت أكثرَ من عشرين ألف نخلة، فاستعملَ فخرُ الملك أكثرَها في داره.

وكان كثيرَ الصَّلاة والصِّلاتِ، يُجري على الفقراء والعلماء من بغداد إلى شيراز، وكسا في يوم ألف فقير، وسنَّ تفرقة الحلوى في النصف من رمضان، وأهمل بعض الواجبات، فعوقب (٤) سريعًا، وذلك أنَّ بعضَ خواصِّه قتَلَ رجلًا ظلمًا، فتصدَّت له زوجةُ المقتول، فكانت تستغيثُ ولا يلتفتُ إليها، فوقفَتْ له بمشهد باب التبن وقد جاء


(١) في (خ): علي، وهو تحريف، والمثبت من (ف) ومصادر الترجمة: تاريخ بغداد ١/ ٣٣٣ - ٣٣٤، والمنتظم ١٥/ ١٢٣، والأنساب ١١/ ١٥٥. وينظر السير ١٧/ ٢٦٥.
(٢) المنتظم ١٥/ ١٢٤. وتنظر مصادر الترجمة في السير ١٧/ ٢٨٢.
(٣) في (م): فتقلبت.
(٤) في (خ) و (ف): فغودر، والمثبت من (م) و (م ١)، وهو الموافق لما في المنتظم.