للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها ورد رسول طُغْرُلْبَك إلى بغداد، فأكرمه الخليفة، وخلع عليه، وكتب لطِغْرُلْبَك عهدًا على خراسان، وأعطى الرسول سرًّا، وقيل له: لا تُظهِرْه ها هنا. ولم يقدم من خراسان حاجٌّ، وقدم من أطراف بغداد، واجتمعوا إلى الحِلَّة فوقفت له بنو خَفاجة بين الكوفة والحِلَّة، فرجعوا إلى بغداد، وحجَّ الناسُ من الشام ومصر، وبعث المستنصر كسوة البيت ونفقات أهل الحرمين، وخُطِبَ له على العادة.

وفيها تُوفِّي

عبد الله بن يوسف (١)

ابن عبد الله بن يوسف بن محمد بن حيُّويه، أبو محمد، الجُويني، الشافعي، والد أبي المعالي، وجُوَين من أعمال نيسابور، وأصلهم من العرب من بني سِنْبِس.

قرأ القرآن، وسمع الحديث، وتفقَّه بمرو على [أبي بكر عبد الله بن أحمد] القفَّال، [ثم عاد إلى نيسابور، فدرس مذهب الشافعي وبرع فيه، وكان له مجلسٌ للمناظرة بنيسابور]، وكان مجلسُه مهيبًا كمجلس الملوك لا يجري فيه إلا الجِدُّ، وصنَّف التصانيف الكثيرة في أنواع العلوم، [وكان قد قرأ الأدب على أبيه أبي يعقوب يوسف]، وكان زاهدًا ورعًا، لا يدقُّ وتدًا في حائط مشترك بينه وبين آخر، ويحتاط في أداء الزكاة، فربما أدَّاها في السنة دفعتين، وتوفي بنيسابور، [سمع الحديث بمرو على جماعة، وبنيسابور وبهمذان وبغداد ومكة، وروى عن القَطيعي وغيره، وكتب عنه الخطيب].

محمد بن يحيى (٢)

ابن محمد بن محمد، أبو بكر، من قرية بالعراق يُقال لها: الزيدية، كان عالمًا بالقرآن والفرائض، وسمع الحديث، وكانت وفاته في رمضان. قال الخطيب: كتبتُ


(١) المنتظم ١٥/ ٣٠٦ - ٣٨١.
(٢) تاريخ بغداد ٣/ ٣٣٤ - ٣٣٥.