للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال ابن عساكر: قال أبو داود: ابني أبو بكر كذَّاب (١).

محمَّد بن السَّرِيّ

أبو بكر، السَّرَّاج، النَّحوي، مصنِّف كتاب "الأصول في النحو" (٢).

أحدُ العلماء المذكورين بالأدب وعلم العربية، صَحِب المبرِّد وأخذ عنه العلم في العربية (٣)، وقرأ عليه كتاب "الأصول" الذي صنَّفه، فاستحسنه بعضُ الحاضرين وقال: هذا والله أحسنُ من كتاب "المقتَضب"، فأنكر عليه ابن السَّرَّاج وقال: لا تقل هذا، ثم تمثَّل: [من الطَّويل]

ولكن بَكَتْ قبلي فهيَّجَ لي البُكا … بُكاها فكان الفَضْلُ للمُتَقدِّمِ

وحضر بين يديه صبيٌّ له صغير، فقيل له: أتُحبُّه؟ فأنشد: [من الرجز]

أحبُّه حُبَّ الشَّحيحِ ماله … قد كان ذاقَ الفقرَ ثمَّ نالهُ

تُوفِّي ببغداد يوم الأحد ثالث ذي الحجة.

نَصْر حاجبُ المقتدر

كان عاقلًا ديِّنًا شُجاعًا، ولمَّا جهَّزه المقتدرُ إلى القِرمطيّ تبرَّع من ماله بمئة أَلْف دينار مُضافًا إلى ما أعطاه المقتدر، وخرج يَقصدُ قتال القرمطي، فمات، وحُمل إلى بغداد في تابوت، رحمه الله تعالى (٤).


= الوالي أبي ليلى الحارث بن عبد العزيز، وأقاموا عليه الشهادة، فأمر الوالي بضرب عنقه، فحضر محمَّد بن عبد الله الهمذاني الذكواني، وجرَّح الشهود، وقدح في شهادتهم، وخلص ابن أبي داود من القتل.
(١) تاريخ دمشق ٩/ ٣٧٣ ونقله عن ابن عدي، وهو في الكامل ٤/ ١٥٧٨.
قال ابن عدي: وهو مقبول عند أصحاب الحديث، وأما كلام أَبيه فيه فلا أدري أيش تبين له منه.
وقال الذهبي في السير ١٣/ ٢٣١: لعل قول أَبيه فيه -إن صح- أراد الكذب في لهجته لا في الحديث، فإنَّه حجة فيما ينقله.
(٢) تاريخ بغداد ٣/ ٢٦٣، والمنتظم ١٣/ ٢٧٧، ومعجم الأدباء ١٨/ ١٩٧، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٣١٣، والسير ١٤/ ٤٨٣ وفي حواشيه مصادر أخرى. وقد طبع كتاب الأصول بتحقيق عبد الحسين الفتلي في ثلاثة أجزاء بمؤسسة الرسالة.
(٣) في (ف): وأخذ عنه علم العربية.
(٤) انظر المنتظم ١٣/ ٢٧٨.