للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

قال المصنف : وقد درسَت (١) هذه الدار فلم يبقَ لها أثرٌ، وبقي مكانها دَحْلَة (٢) تأوي إليها الوحوش، والبِيعة قائمةٌ بحالها، ولم يبقَ من آثار الدار سوى قطعةٍ يسيرة من المُسَنَّاة (٣)، أبقاها الله ليَعْتَبر بها مَن يأتي على مَمَرِّ الأيام، والحَجَرُ المغصوب في البناء أساسُ الخراب والانعدام، فليت الحلال سلم فكيف بالحرام.

وفيها مات

[أبو علي الخازن]

فوُجد في بيته ثمانيةٌ وتسعون ألف دينار، وجواهر وحُليٌّ وفُرُش وغيرها تساوي مئة ألف دينار، وقُلد الخُزُن مكانه محمَّد بن العباس بن فَسانْجِس.

وفي شعبان تقلَّد القاضي أبو العباس عبد الله بن الحسن بن أبي الشَّوارب القضاء في جانبي بغداد ومدينة المنصور وقضاء القُضاة، وخُلع عليه من دار معزّ الدولة، وركب في الخِلَع وبين يديه الدَّبادِب والبُوقات، وفي خدمته الجيش والأتراك، وكان سفيرُه أرسلان جامدار (٤) مُعزّ الدولة، وشرط على نفسه أن يحمل في كلِّ سنةٍ إلى خزانة معز الدولة مئتي ألف درهم، وكتب عليه بها كتابًا، وجعلها نجومًا معروفة، وامتنع الخليفةُ من تقليده ومن الوصول إليه، وأمر أن لا يدخل عليه يوم موكبٍ ولا غيره، وضمن معز الدولة الحسبةَ ببغداد والشرطةَ وغيرها (٥).

وفي شعبان مات أبو بكر محمَّد بن علي بن مقاتل بمصر، فوجدوا في داره ثلاث مئة ألف دينار مَدفونة، وكان يتقلَّد أمر الضّياع الخَراجية بمصر (٦).


(١) في (م ف م ١): هذا قول ثابت بن سنان، قلت: وقد درست، والمثبت من (خ)، وانظر تكملة الطبري ٣٩٢، والمنتظم ١٤/ ١٣٢، والكامل ٨/ ٥٣٤، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٧٦٢.
(٢) نَقْب ضيق الفم متسع الأسفل، يعني أنها صارت خرابًا.
(٣) سَدٌّ يبنى لحجز ماء السيل أو النهر، فيه مفاتح للماء تفتح على قدر الحاجة.
(٤) موظف يتصدى لإلباس السلطان أو الأمير ثيابه، وهي مركبة من لفظين فارسيين: جاما: الثوب، ودار: الممسك. التعريف بمصطلحات صبح الأعشى ٩٠.
(٥) من قوله: وجواهر وحلي وفرش … إلى هنا ليس في (م ف م ١).
(٦) بعدها في (م ١ ف): والحمد لله وحده وصلى الله على أشرف خلقه محمَّد وآله وصحبه وسلم تسليمًا كثيرًا، وتنتهي فيهما وفي (م) هذه السنة.