للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

كان يقول: لا ينبغي لصاحب ورع أن يُذِلَّ نفسَه لصاحب دنيا (١).

توفّي سنة ثلاث عشرة ومئة بمكة، وكان ناسكًا عابدًا (٢).

أسندَ عن أبيه (٣)، وغيره.

عبد الوهَّاب بن بُخْت

صاحب البطَّال، مولى آل مروان، من الطبقة الثالثة من أهل مكة (٤).

خرج من المدينة للغزو، فانبعثت به راحلتُه فقال: ﴿عَسَى رَبِّي أَنْ يَهْدِيَنِي سَوَاءَ السَّبِيلِ﴾ [القصص: ٢٢] فاستشهد (٥).

وكان إذا خرج في سفر لم يكن أحقَّ بما في يده ورَحْلِه من رفاقه.

وكان كثيرَ الحجِّ والعمرة، وغزا مع البطَّال سنةَ ثلاث عشرة ومئة، فكُشف الناس عن البطَّال، فألقى بيضَتَه عن رأسه وصاح: أنا عبد الوهَّاب بن بُخْت، يا معاشر المسلمين، أمِنَ الجنَّة تفرُّون؟! ثم قاتل في نحر العدوّ.

ومرَّ على رجل يقول: واعَطَشاه! فقال له: تقدَّمْ فقاتِلْ، فالرِّيُّ أمامَك. ثم غاصَ في العدوّ، فقُتل هو (٦).

أسند عن ابن عمر، وأنس، وأبي هريرة، ونافع مولى ابن عمر، وأبي الزِّناد، وعطاء بن أبي رباح، وغيرهم.

وروى عنه: مالك بن أنس، وأيوب السَّخْتياني، ويحيى بن سعيد الأنصاري، وهشام بن سعد، وأسامة بن زيد الليثي، وغيرهم، وكان ثقةً صدوقًا صالحًا (٧).


(١) حلية الأولياء ٣/ ٣٥٦.
(٢) ينظر "طبقات" ابن سعد ٨/ ٣٤.
(٣) قال المِزي في "تهذيب الكمال" ١٥/ ٢٥٩: قيل: لم يسمع منه.
(٤) طبقات خليفة ص ٢٨١، وتاريخ دمشق ٤٤/ ٧٥ (طبعة مجمع دمشق). والبطَّال: هو عبد الله أبو محمد، وقيل: أبو يحيى، من الأبطال الشجعان، غزا الروم مع مسلمة. وسلف ذكره أول هذه السنة. له ترجمة في "تاريخ دمشق" ٣٩/ ٣٥٦ (طبعة مجمع دمشق). و "سير أعلام النبلاء" ٥/ ٢٦٨.
(٥) تاريخ دمشق ٤٤/ ٧٣ (طبعة مجمع دمشق).
(٦) المصدر السابق ٤٤/ ٧٥.
(٧) تاريخ دمشق ٤٤/ ٦٨، وتهذيب الكمال ١٨/ ٤٨٨ - ٤٨٩.