للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أحمد بن أبي خَيثَمة زُهير

ابن حرب بن شدَّاد، النَّسائيُّ الأصل.

كان عالمًا، حافظًا، ذا فنون، بَصيرًا بأيام النَّاس، راويةً للآداب.

أخذ علم الحديث عن الإمام أحمد بن حنبل، وابنِ معين، وعلمَ النَّسب عن مُصعب الزُّبَيري، وأيَّام النَّاس عن أبي الحسن المدائني، والآداب عن محمد بن سلَّام الجُمَحي، وصنَّف "التَّاريخ" الذي أحسن تصنيفَه، وأكثر فوائدَه.

وكانت وفاته في جمادى الأولى وقد بلغ أربعًا وتسعين سنة.

سمع عفَّان بنَ مسلم وغيرَه، وروى عنه البغويُّ، وابنُ صاعد، وابنُ المنادي، وغيرهم، وأجمعوا على دينه، وصدقه، وثقته.

ومن شعره: [من البسيط]

مَن كان لم يرَ من هذا الهوى أَثَرًا … فلْيَلْقَني فيرى آثارَ بَلواه

متيَّمٌ شَفَّه بالحُبِّ مالِكُهُ … ولو يشاء الذي أدْواه داواه (١)

[فصل وفيها تُوفِّي]

أحمد بن عبد الرَّحمن

ابن مَرْزوق، أبو عبد الله، البُزروي، البغدادي، ويعرف با بن أبي عَوْف.

[قال الخطيب:] (٢) وإليه يُنسب شارع ابن أبي عوف ببغداد، المسلوك فيه إلى نهر القلّائين.

ولد أحمد سنة أربع عشرة ومئتين، وطلب الحديث، وسمع الكثير، وكان ثقة، نبيلًا، رَفيعًا، جَليلًا، له منزلة من السُّلطان، ومودَّة في قلوب العوامِّ، وحالٌ من الدُّنيا واسعة، وطريقة في الخير مَحمودة.

وهو الذي سأل الإمام أحمد [بن حنبل] رحمة الله عليه عن بيع النَّرْجِس ممَّن يشرب


(١) "تاريخ بغداد"٥/ ٢٦٥ - ٢٦٧ والأبيات المذكورة فيه، و"المنتظم" ١٢/ ٣٢٨، و "تاريخ الإسلام" ٦/ ٤٨١. وهذه الترجمة ليست في (ب).
(٢) في "تاريخه" ٥/ ٤٠٦.