ابن حُدَيْج الكِنديّ [وكُنيته أبو معاوية] وأبوه معاوية من الصحابة، وهو الذي قتل محمد بن أبي بكر الصديق [وحرَّقه بالنار، وقد ذكرناه].
وَلي عبد الرحمن قضاء مصر في سنة ست وثمانين، وكان على الشُّرطة أيضًا.
[قال ابن لَهيعة:] وهو أول قاضٍ نظر في أموال اليتامى بمصر، وأقام لها العُرفاء.
وولّاه عبد الملك قضاء الإسكندرية بعد موت عبد العزيز بن مروان بشهرين، ووفد على الوليد ببيعة أهل مصر، ومات بمصر في هذه السنة، وكان ثقةً من التابعين.
أسند عن أبيه، وعن ابن عمرو، وأبي بَصرة الغِفاريّ، وغيرهم، وروى عنه يزيد بن
أبي حَبيب، وعُقبة بن مُسلم، وجماعة من أهل مصر (١).
[فصل: وفيها توفي]
قُرَّة بن شَريك العَبْسيّ
[قال علماء السِّير:] كان من أمراء بني أمية، ولّاه الوليد مصر، وكان سيِّئ السِّيرة، خبيثًا، ظالمًا، غَشومًا، عَسوفًا، فاسقًا، مُتَهتّكًا.
[وذكره أبو سعيد بن يونس في "تاريخ مصر" فقال:] هو من أهل قِنَّسْرين، قدم مصر سنة تسع وثمانين أو سنة تسعين، فأقام واليًا عليها ست سنين أو خمس سنين.
وكان الوليد قد عزل عبد الله بن عبد الملك بن مروان، وولَّى قُرَّة، وأمره ببناء جامع مصر والزيادة فيه سنة اثنتين وتسعين، فأقام في بنائه سنتيق، وكان الناس يصلُّون الجمعة في قَيسارية العسل حتى فرغ من بنائه.
[قال ابن يونس:] وكان الصُّنَّاع إذا انصرفوا من البناء دعا بالخمور والزُّمور والطُّبول، فيشرب الخمر في المسجد طول الليل ويقول: لنا الليل، ولهم النهار.