للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة السابعة والتسعون بعد المئتين]

فيها قال ثابت بن سنان: رأيتُ في بغداد في صَدْر خلافة المقتدر امرأةً بلا ذراعين ولا عَضُدين، ولها كفَّان بأصابع تامَّة معلَّقان في رأس كتفَيها، لا تعمل بهما شيئًا، وكانت تعمل أعمال اليدين برجليها، تَغْزِل برجليها، وتمدُّ الطاقة وتسوِّيها، وتُسَرِّح المرأةَ برجليها. قال: ورأيت [امرأة أخرى] بعَضُدَين وذراعين وكفَّين، إلَّا أنَّ كلَّ واحد من الكفَّين يَنْخرطُ ويدقُّ إذا فارق الزَّنْدين؛ حتى ينتهي إلى رأسٍ دقيق يمتدُّ فيصير أصبعًا واحدة، وكذا رجلَيها على هذه الصُّورة، ومعها ابنٌ لها كذلك (١).

وفي المحرَّم ولد للمقتدر ابنٌ سمَّاه أحمد، ثمَّ توفي في رجب، وماتت أمُّ المولود في صفر.

وفي صفر أُدخل طاهر ويعقوب ابنا محمد بن عمرو بن الليث بغداد أسيرين في قُبَّة على بغل.

وفيها تمَّ الفداء في بلد الرُّوم على يد مؤنس الخادم.

وفيها ظهر عُبيدُ الله أبو محمد المسمَّى بالمهديِّ، جدُّ الخلفاء المصريِّين على المغرب وبنى المَهْدِيَّة، وأَخرج الأغلب، ودُعي له في رَقَّادة من بلاد القيروان، وخرجت المغربُ في هذه السنة من يد بني العبَّاس.

[وقال ثابت بن سنان: وفي سنة سبع وتسعين ومئتين] ورد الخبرُ بخروج زيادة الله [بن عبد الله بن] الأغلب عن بلده وهو إفريقية والقيروان من المغرب؛ لأنَّ عبيد الله العلويَّ أخرجه منها، وصار إلى مصر، فكتب إليه أن يصير إلى الرقَّة ويقيم بها (٢).

[وقال ثابت:] وفي شعبان مات أبو العبَّاس أحمد بن محمد بن بِسْطام بمصر، وحُمِل تابوتُه إلى بغداد، فدُفن بمقابر باب الكوفة في رمضان، ثمَّ مات عيسى النّوشريُّ بمصر بعد موت ابنِ بسطام بعشرة أيام، وحُمل إلى البيت المقدس، وقلَّد المقتدر تكين


(١) المنتظم ١٣/ ٩٣.
(٢) ذكر هذه الأحداث ابن الأثير في الكامل ٨/ ٢٠ - ٥٣ مطولة في أحداث سنة (٢٩٦ هـ).