للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الأزج إلى بيت أُخته وقت المغرب، فلما كان بعد العشاء الآخرة طَرَقَ البابَ طارِقٌ، فقال: مَنْ هذا؟ فقال: كلِّمْ [من يطلبك] (١). فخرج، وإذا برَجُلٍ، فسحبه [عن الباب] (١)، وضربه بسكِّين حتى قتله، ثم صاحَ على الباب: اخرجي خُذِي أخاك وما معه. فخرجتْ أُخته، وإذا به مقتولٌ، فأخذتِ المال، ودفنته في اللَّيل.

[وفيها توفي

إسماعيل بن علي بن الحسين (٢)

أبو محمَّد، الملقب بالفخر غلام ابن المني، ويعرف بابن الرَّفَّاء، وبابن الماشطة، الحنبلي.

ولد سنة تسع وأربعين وخمس مئة، وقرأ المذهب والخلاف على أبي الفتح بن المني، وقرأ طريقة الشريف، وصنف له تعليقة، وكان فصيحًا، وله عبارة جيدة، وصوت رفيع، وكان له حلقة بجامع الخليفة يجتمع إليه الفقهاء فيها ويناظرهم، وولاه الخليفة ضياع الخاص، فظلم الرعية، وجبى الأموال من غير حِلِّها، فشكوه إلى الخليفة، فسخط عليه وعزله، فأقام في بيته خاملًا فقيرًا يعيش من صدقات الناس إلى أن توفي في ربيع الأول، ودفن في داره بدرب الجب، ثم نقل بعد مدة إلى باب حرب، وبيعت الدار.

وولده محمَّد بن إسماعيل الملقب بالشمس، قدم الشام بعد سنة عشرين وست مئة، وتعانى الوعظ، وكان فاسقًا مجاهرًا، هجّاءً، خبيث اللسان، وكان معه جماعة من المُرْدان من أبناء الناس ويقول: إنهم مماليكه، وسمى نفسه ابن المني، وإنما هو ابن غلام ابن المني، وبدت منه بدمشق ومصر والشام هَنَاتٌ قبيحة، وكان يضرب الزَّغَل مع هذه الهَنَات.


(١) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٢) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٢٧٢ - ٢٧٣، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٤٤ - ٢٤٥، و"سير أعلام النبلاء": ٢٢/ ٢٨ - ٣٠، وفي "المذيل" تتمة مصادر ترجمته.