للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وكانت وفاته يوم عاشوراء، ودُفِنَ في رباطه بالفارسية (١).

قال المصنِّف ﵀: وقد زُرْتُه، وحكى لي جماعةٌ عن مشايخ القرية أَنَّ السِّباع تنامُ طول الليل حول زاويته، وإذا خرج أحدٌ من القرية في الليل إلى نهر عيسى لم تتعرَّض له، وأَنَّ فقيرًا نام في الزَّاوية في ليلةٍ باردة، فاحتلم، فنزل إلى النهر ليغتسل، فجاء السَّبُع فنام على جُبَّته، فكاد الفقير يموت من البَرْد والخوف، فخرج الشيخ حسن، وجاء إلى السَّبُع، وضربه بكُمِّه وقال: يا مبارك، قد قلنا لك: لا تتعرَّض لضيفنا. فقام السَّبُع يهرول.

[سمع قاضي المارستان، وابن الحُصَين، وابن الطيوري، وغيرهم] (٢).

زَنْكي بن مودود (٣)

ابن زَنْكي بن آق سُنْقُر، عماد الدين، صاحب سِنْجار، ابن أخي نور الدِّين، [وقد ذكرناه في السنين، و] (٢) كان عاقلًا جوادًا [وهو الَّذي قايض حلب بسنجار] (٢)، ولم يزل مع [السلطان] (٢) صلاح الدين في غزواته مجاهدًا، وكان ميمونَ النقيبة، وكان صلاح الدين يحترمه مثلما كان يحترم نور الدين، ويعطيه الأموال والهدايا والتُّحَف الكثيرة، ولما توفي صلاح الدين خَرَجَ مع أخيه عِزِّ الدَّين إلى لقاء العادل، ولما عاد عِزُّ الدِّين إلى المَوْصل صالح عمادُ الدين العادلَ، وكانت وفاته بسِنْجار، ولما احتُضر أوصى إلى أكبر أولاده، وهو قُطْب الدين محمد، ويلقب بالملك المنصور.

علي بن جابر بن زهير قاضي البطائح (٤)

قال: أنشدني القاسم بن علي صاحب المقامات لنفسه: [من البسيط]


(١) لم أجد ترجمته في مطبوع "صفة الصفوة" الَّذي بين يدي.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) له ترجمة في "المذيل على الروضتين": ١/ ٧٩، "وفيات الأعيان": ٢/ ٣٣٠ - ٣٣١، و"الوافي بالوفيات": ١٤/ ٢٢٣ - ٢٢٤، و "النجوم الزاهرة": ٦/ ١٤٤، "الدارس": ١/ ٦١٧.
(٤) له ترجمة في "معجم البلدان": ٣/ ١٧٢، وفيه علي بن رجاء، وهو خطأ، و"ذيل تاريخ بغداد" لابن النجار: ٣/ ٢٣٤ - ٢٣٥، و"التكملة" للمنذري: ١/ ٣١٦، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٨٠، وانظر تعليقي عليه، "المختصر المحتاج إليه": ٣/ ١٢٠، و "البداية والنهاية" (وفيات سنة ٥٩٤ هـ).