للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أبيض، طوالًا، وقيل: معتدل القامة، جَعْدًا، [له] (١) وَفْرةٌ، حسنَ الوجه واللحية، جميلًا، أشبه الناس بأبيه محمد، ويقال: إنه كان بينه وبين أبيه محمد في السِّن أربع عشرة سنة.

وسُمِّي السَّفَّاح لما سفَحَ من دماء المُبْطِلين، وقيل: السفَّاح: هو القادر على الكلام. وكان لَسِنًا فصيحًا، لم يكن في الخلفاء أفصح منه. ويلقَّب بالمرتضى والقائم، والسفَّاحُ أشهر ألقابه.

وقال أبو محمد علي بن أحمد بن حزم: أول الأسماء التي وقعت على الخلفاء: الصِّديقُ، والفاروق، وذو النورين، ثم لم يتسمَّ أحدٌ من خلفاء بني أمية بلقب، وإنما كان يُقال لهم: الخلائف، حتى قام أبو العباس فسُمِّي السفَّاح، ثم المنصور، وهما أول من تسمَّى بهذا الاسم، ثم المهدي محمد بنُ المنصور، وأول ما سُمي به محمد بن الحنفية، ثم محمد بنُ عبد الله بن الحسن، ثم من بعدُ جماعة من أمراء المغرب.

وقد أخرج الخطيب أحاديث في "تاريخه" منها: عن أبي سعيد الخدري، عن النبيِّ قال: "يخرجُ رجل في انقطاعٍ من الزمن، وظهورٍ من الفتن، يُسمَّى السفَّاح، يكون عطاؤه المال حَثْيًا" (٢).

وعن ابن عباس قال: قال رسول الله : "مِنَّا السفَّاح، والمنصور، والمهديُّ" (٣).

وهذه الأخبار لا تثبتُ مرفوعةً ولا موقوفة.

[ذكر خروجهم من الشام إلى الكوفة]

لما حُمِل إبراهيمُ الإمام إلى حرَّان نعى نفسَه إلى أهله حين شيعوه، وأمرهم بالمسيرة من الحِمَّة إلى الكوفة مع أخيه أبي العباس؛ خوفًا عليهم من مروان.

قال المصنف : في عامَّة النسخ: الحِمَّة، وهو وهمٌ؛ لأن الحِمَّة مكان بحوران، والمكان الذي كان فيه بنو العباس يقال له: الحُمَيمة، بالبلقاء، وهي قرية


(١) ما بين حاصرتين من التنبيه والإشراف للمسعودي ص ٣٠٩.
(٢) تاريخ بغداد ١١/ ٢٣٨. وأخرجه أحمد (١١٧٥٧).
(٣) تاريخ بغداد ١١/ ٢٣٨.