للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في ذِكر لُوط (١)

قال مقاتل: ذُكِر لُوط في سبعة عشر موضعًا من القرآن العزيز.

ولوط اسم أعجمي وكذلك نوح، وقد ذكرناه.

ولوط هو ابن هاران بن آزر، وقد ذكرنا أنه ابن أخي إبراهيم، وكانت الروم قد أسرت لوطًا فغزاهم إبراهيم حتى استنقذه منهم.

وقال الله تعالى: ﴿وَلَقَدْ جَاءَتْ رُسُلُنَا إِبْرَاهِيمَ بِالْبُشْرَى﴾ [هود: ٦٩] وكان هلاك قومه في أيام الخليل ، وكان ينبغي أن يذكر في سيرة إبراهيم، وإنما جعلنا له بابًا مفردًا.

قال علماء التأويل: "البشرى": هي البشارة، وكانوا ثلاثة: جبريل وميكائيل وإسرافيل، وقيل: كانوا تسعة مع هؤلاء المذكورين، وكانت البشارة بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب، وبإهلاك قوم لوط لما نذكر.

وذكر ابن إسحاق القصة فقال: كان لوط قد هاجر مع الخليل إلى الشام، واختتن لوط مع إبراهيم وهو ابن ثلاث وخمسين سنة، فنزل إبراهيم فلسطين، ونزل لوط الأُردُنَّ. فأرسل الله لوطًا إلى أهل سَدُوم، وكانت عدة قرى: سَدُوم، وعَامُورا، وصبرانة، وصَفراء، ودوما، وصابورا، وداذُوما وصبواس (٢) وصبعة وصعرة (٣).

وقال مقاتل: وبلادهم ما بين الشام والحجاز بناحية زُغَر (٤). قال: وكانت اثنتي عشرة قرية، وتسمَّى المُوتَفِكات، من الإفْك، وكان في كل قرية مئة ألف، وكانوا


(١) انظر قصته في: "تاريخ الطبري" ١/ ٢٩٢، وتفسيره ١٢/ ٥٤٧، و"البدء والتاريخ" ٣/ ٥٦، و"عرائس المجالس" ص ١٠٥، وتاريخ دمشق ٦٠/ ٢٦، و"المنتظم" ١/ ٢٨٢، وزاد السير ٣/ ٢٢٧ و ٤/ ١٣٥، والتبصرة ١/ ١٥٠، و"الكامل" ١/ ١١٨، و"البداية والنهاية" ١/ ٤٠٨.
(٢) كذا هي في النسخ الخطية، وجاء في "معجم البلدان " ٣/ ٣٩٢: "صبوائيم" وهي إحدى قرى قوم لوط.
(٣) جاء في النسخ الخطية: "ضبعة وضعوة"، وما أثبتناه من "الروض المعطار" ص ٣٠٨، وانظر تاريخ الطبري ١/ ٣٠٧، وتاريخ دمشق ٦٠/ ٢٩.
(٤) انظر تفسير البغوي ٣/ ٧٠ (بهامش الخازن).