للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

المُعافى بن زكريا (١)

ابن يحيى بن حميد بن حمَّاد بن داود، أبو الفرج، النَّهرواني، ويعرف بابن طَرَارة، وُلدَ سنة ثلاث أو خمس وثلاث مئة، وكان عالمًا بالنحو واللغة وأصناف الآداب، وكان يذهب مذهبَ محمد بن جرير الطبري، وصنَّف كتاب "الجليس والأنيس"، وولي القضاء بباب الطاق نيابةً عن ابن صَير، وكان يُقال: إذا حضر المعافى فقد حضرت العلوم كلُّها، ولو أوصى رجلٌ بثلث ماله لأعلمِ الناس دفع إلى المعافى، وكان محترمًا في الدول، وتوفي بالنَّهروان في ذي الحَجَّة، حدَّث عن البغويِّ وغيرِه، وروى عنه الأزهريُّ وغيرُه، وقال أبو الطيب [الطبري] (٢): أنشدني المُعافي لنفسه: [من المتقارب]

ألا قُلْ لِمَنْ كانَ لي حاسدًا … أتدري على من أسَأتَ الأدَبْ

أسأتَ على اللهِ في فعلهِ … لأنَّكَ لم تَرضَ في ما وَهبْ

فجازاكَ عنِّي بأَنْ زادني … وسَدَّ عليك وُجوهَ الطَّلَبْ

وأجمعوا على فضله وصدقه وثقته.

ناجية بن محمد بن سليمان (٣)

أبو الحسن، الكاتب، البغدادي، نادَمَ الخلفاء والأكابر، وكان شجاعًا شاعرًا فصيحًا، ومن شعره: [من الطويل]

ولمَّا رأيتُ الصُّبحَ قد سَلَّ سيفَهُ … وولَّى انهزامًا بيلُهُ وكواكِبُهْ

ولاحَ احمرارٌ قلتُ قَدْ ذُبِحَ الدُّجى … وهذا دم قد ضَمَّخَ الأُفْقَ ساكِبُهْ

وأهدى لناجيةَ صديقٌ له مدادًا مع غلابم أسود اسمه أبزون، فكتب إليه ناجية: [من المجتث]

أمدَدتَني بمدادٍ … كَلَونِ أبزونَ بادي

كمسكنيك جميعًا … من ناظري وفؤداي


(١) تاريخ بغداد ١٣/ ٢٣٠ - ٢٣١ ومعجم الأدباء ١٩/ ١٥١ - ١٥٤، والمنتظم ١٥/ ٢٤ - ٢٥.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب) وهو في المصادر.
(٣) تاريخ بغداد ١٣/ ٤٥٦ وفيه: سلمان، بدل: سليمان.