للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[السنة الثانية والخمسون بعد المئة]

فيها غَزا الصائفة محمد بن الإمام، وغزا حُميدُ بن قحطبة كابُل، وكان واليًا على خراسان.

وفيها قتلت الخوارج معنَ بن زائدة بسجستان، وقَتل أبو جعفر هاشم بن الأسماهيج (١)، وكان قد عصى عليه بإفريقيَّة، فحُمِل إلى العراق، فالتقاه أبو جعفر بالقادسيَّة، فضرب عنقَه.

وفيها توفي

سليمان بن عبد الرحمن بن عيسى (٢)

وكنيته أبو أيوب التميمي، ويُعرف بابن بنت شرحبيل، فقيه أهل دمشق.

وقال الحافظ ابن عساكر: كان ثقةً، إلَّا أنَّه لسلامةِ صدره يروي عن الضعفاء.

وحج المنصور في هذه السنة ولم يعلم به محمد بن سليمان بالكوفة ولا عيسى بن موسى حتى جاوز الكوفة أو قرب منها، وكان قد أَخفى عليهما مسيرَه لغرضٍ له.

وكان العمالُ على ما هم عليه في العام الماضي إلَّا مصرَ والبصرة، وقد ذكرنا ذلك.

وفيها توفي

[صالح بن علي]

ابن عبد الله بن عباس، ولد بالسراة من أرض البلقاء سنة ستٍّ وتسعين، وأبو جعفر أكبر منه بشهرين، وأمُّ صالح سعدى، وقد ذكرنا أنه كان مع أخيه عبد الله بن علي على فتح دمشق، وأنَّه تَبع مروان إلى مصر حتى قتله، وولي الموسم وإمرة دمشق.

وذكره خليفة فقال: وفي سنة ثمان وثلاثين ومئة نزلَ صالح مرجَ دابق، وأقبلت جيوش الروم مع قسطنطين في مئة ألف، فلقيه صالح فنصره الله عليه، فقتلَ وسبى،


(١) كذا في (خ) وأصول المنتظم كما أشار إلى ذلك محققه ٨/ ١٥٥، وفي تاريخ الطبري ٨/ ٤١: الأشتاخنج. وفي الكامل ٥/ ٦٠٨: الأساجيج.
(٢) إيراد سليمان بن عبد الرحمن في وفيات هذه السنة وهم؛ لأنه توفي سنة ٢٣٣ هـ، وولادته في هذه السنة أو التي بعدها. انظر ترجمته في الوافي بالوفيات ١٥/ ٣٩٨.