للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرازي هو] (١) الذي روى حديث سعد بن أبي وقاص، أن النبي قال: "من نبتَ لحمُه على السُّحت، فالنَّار أولى به، يا سعد أطِبْ مَطْعَمَك، فمن لم يُبالِ من أين مَطْعَمه، كان حقيقًا على الله أن لا يُبالي من أيِّ باب من أبواب جهنَّم أدخَلَه" (٢).

ومن رواياته عن الأصمعي قال: وقف أعرابيٌّ على مجلس قوم، فقال: أيها الناس، واللهِ ما نتَّخذ السؤال صناعةً، ولا نعُدُّ الاجتداء بضاعةً، وإنها لأصعبُ علينا من وقع ظُبَى (٣) السيوف، وأمَرُّ من تجرُّع كاسات الحتوف، ولكن لا اختيار مع اضطرار؛ كنا في عيشٍ رقيق الحواشي، فَطَواه الدهرُ بعد السَّعة، وأفضى بنا بعد العلياء إلى الضَّعة، حتى لقد لبسنا أيدينا من القُرِّ، وأفنينا سرابيلنا من الضُّرِّ، ولم نَرَ دارًا أعزَّ من الدنيا، ولا طالبًا أغشمَ من الموت، ومَنْ عصفَ عليه الليلُ والنهارُ أردَياه، ومَنْ وُكِلَ به الموتُ أفناه، فَرَحِم الله عبدًا أعطى من سَعة، وواسى من كَفاف، وآثر من خَصاصة. قال: فلم يبقَ في المجلس إلَّا من أعانه.

[وفيها توفي]

[الحسين بن محمد]

ابن علي (٤) بن يحيى أبو محمد النيسابوري، ويقال له: حُسَينك، ولد سنة ثلاث وتسعين ومئتين، [وربَّاه أبو بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة، فسمع منه الحديث ومن غيره بنيسابور وبغداد والكوفة.

وحكى الخطيب (٥) عن أحمد بن علي المقرئ عن محمد بن عبد الله الحافظ النيسابوري قال: حُسينك].


(١) في (خ) و (ب) وقع بدلًا من هذه الزيادة قوله: وفقد بمكة هذه السنة وهو.
(٢) هكذا ساقه المصنف على أنه حديث واحد، وإنما هما حديثان؛ الحديث الأول إلى قوله: "يا سعد أطِبْ مطعمَك" وتتمته "تكن مُجاب الدعوة" وأخرجه هكذا الطبراني في الأوسط (٦٤٩١) من حديث ابن عباس ، ومن إسناده مجهولان وقوله: "فمن لم يبال. . ." الحديث، ذكره الغزالي في "الأحياء" ٢/ ٩٠ بنحوه، وتعقَّبه العراقي بقوله: أخرجه الديلمي في مسند الفردوس من حديث ابن عمر. قال ابن العربي في عارضة الأحوذي: إنه باطل لا يصح.
(٣) الظُّبى؛ جمع ظُبية: وهو حد السيف. المعجم الوسيط (ظبي).
(٤) في (م) و (م ١): علي بن محمد، بدل: محمد بن علي.
(٥) تاريخ بغداد ٨/ ٧٤، وما بين حاصرتين منه، ووقع فيه وفي المنتظم ١٤/ ٣١٢: محمد بن علي المقرئ، بدل: أحمد، والصواب ما أثبتُّه.