للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها تُوفِّي

محمد بن أحمد بن سهل (١)

أبو غالب بن بِشران، النَّحْوي، الواسطي، الحنفي، ويعرَف بابن الخالة، وُلِد سنة ثلاثين وثلاث مئة، وكان عالمًا فاضلًا عارفًا بالأدب والنحو [شاعرًا، وإليه انتهت الرحلة في علم الأدب] والنحو واللغة والحديث، [وسمع الكثير، ورُوي عنه، وذكره الخطيب وأثنى عليه] وكان (٢) شيخ العراق يرحل إليه الناس إلى واسط ويسمعون منه، وابن بِشْران جدُّه لأمه، وكانت وفاته بواسط يوم الخميس منتصف رجب، [سمع ابنُ بِشْران خلقًا كثيرًا منهم أبو الحسين علي بن محمد بن دينار الواسطي وغيره، وسمعتُ من شعره مقطعاتٍ، قال: أنشدنا ابن بِشْران في سنة خمسٍ وثلاثين وأربع مئة لنفسه: [من الطويل]

لسانيَ عن سؤالِ ما عِشْتُ صامتُ … ويذهلُ واشٍ عن غرامي وصامتُ

وبي منكَ وجدٌ قد تجاوزَ حدُّهُ … وزادَ فما يُحصيه بالنعت ناعِتُ

فديتُك لا تُشْمِتْ بما نالني العِدا … فإنَّ لهم فيما يسُرُّكَ كابِتُ

إذا خالتِ الخالاتُ يومًا بذي الهوى … فإن الهوى منِّي لك الدَّهرَ ثابتُ

مني النَّفْس لي طُرًّا إذا ما وصلتني … وإنْ لم تصِلْني فالأماني فوائتُ

وغيره أيضًا من شعره: [من البسيط]

وقائِلٍ عينُ من تهواهُ قد رمِدَتْ … فقلتُ كلَّا وحاشاهُ من الرَّمَدِ

لكنَّها أصبحتْ مُحمرّةً خجلًا … ممَّا ترى من العُشَّاقِ بالرَّصَدِ

وطالما أخذَتْ بالنار رامِقَها … فارتَدَّ عنها جريحَ القلب والكبدِ

ومن شعره: [من مخلع البسيط]

يا شائدًا للقصور مهلًا … أقصر فقصرُ الفتى المماتُ

لم يجتمِعْ شملُ أهل قَصرٍ … إلَّا وقصراهمُ الشَّتاتُ


(١) المنتظم ١٦/ ١٢٠ - ١٢١، ومعجم الأدباء ١٧/ ٢١٤ - ٢٢٤. وينظر السير ١٨/ ٢٣٥.
(٢) في (م) و (م ١): وصار.