كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة السابعة وخمس مئة - إسماعيل بن أحمد بن الحسين - ج: 20 - ص: 65

[وفيها تُوفِّي رضوان صاحب حلب، وسنذكره] (١).

وفيها عامَلَ جماعةٌ من الباطنية من أهل فامية ومعرَّة النُّعمان، ومَعَرَّة مَصرين على حِصن شَيزَر في فِصحِ النَّصارى، فَوَثَبَ فيه مئة راجل على حين غَفْلةٍ من أهله، فملكوا الحِصن وأخرجوهم منه، وأغلقوا أبوابه.

وكان بنو مُنْقِذ قد خَرَجوا لمشاهدة عيد النَّصارى، وبلغهم الأمر، فجاؤوا -[وكانوا قد أحسنوا إلى هؤلاء الذين وثبوا، وإنما رتَّبوا ذلك في المدة الطويلة] (١) - ودلَّى الحُرَمُ الحبال من القَلْعة، واستقوا الرِّجال، وفتحوا [الأبواب] (٢)، وصَعِد الأُمراء بنو مُنقِذ فقاتلوهم فذلُّوا، فقتلوهم عن آخرهم، وقتَلُوا كلَّ مَنْ كان على رأيهم في البَلَدِ من الباطنية، ووقع الاحتراز في مِثْل ذلك.

وقيل: إنَّ بني منقذ كانوا يخرجون إلى الصَّيد، فقالت الباطنية: الصَّوابُ أن يتخاصَمَ مِنا اثنان، ونَصعد إلى القلعة ولنا بها جماعة، فلما صَعدا فَطِنَ النّاس، فَغَلَّقوا الأبواب وقتلوهم، ثم احترزَ بنو منقذ فما كان يغيب واحدٌ إلَّا ويحضُر آخر (٣).

وحجَّ بالنَّاس زَنْكي أخو البُرْسُقي (٤).

وفي ذي الحِجة جَهَّزَ السُّلْطان محمَّد شاه ولده مسعود إلى الشَّام لقتال الفرنج، وكَتَبَ إلى ملوك الأطراف، ثم عَرَضَ أمرٌ مَنَعَ من ذلك.

وفيها تُوفِّي

إسماعيل بن أَحْمد بن الحسين (٥)

ابن عليّ بن موسى، أبو علي البيهقي، ووالده (٦) الإِمام أبو بكر أَحْمد صاحب التَّصانيف.

---

(١) ما بين حاصرتين من (م).
(٢) في (ع) و (ب) الباب، والمثبت ما بين حاصرتين من (م).
(٣) انظر "ذيل تاريخ دمشق": ٣٠٣ - ٣٠٤.
(٤) انظر "المنتظم": ٩/ ١٧٥.
(٥) له ترجمة في "التحبير" للسمعاني: ١/ ٨٣ - ٨٥، و"المنتظم": ٩/ ١٧٥ - ١٧٩، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٣١٣ - ٣١٤، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٦) في (ع) و (ب): وولده، وهو تصحيف، والصواب ما هو مثبت من "المنتظم": ٩/ ١٧٥، وقد سلفت ترجمة والده أبي بكر في وفيات سنة (٤٥٨ هـ).