للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الله عليه وابن معين وغيرهما، واتفقوا على صلاحه (١) وثقته [وبعضُهم قال: سمع من سفيانَ الثوريِّ وكان صغيرًا] (٢).

محمدُ بن عبدِ الله

ابن المثنَّى بن أنسِ بن مالكٍ الأنصاريُّ البصري، أبو عبدِ الله.

وُلد سنةَ ثمانِ عشرةَ ومئة، ووَلِي قضاءَ البصرة للرشيد، ومات بالبصرة وله نيِّفٌ وتسعون سنة.

وجَّه المأمونُ إليه خمسين ألفَ درهمٍ، وأمره أن يقسمَها بين الفقهاءِ بالبصرة، وكان هلالُ بن مسلمٍ يتكلَّم على أصحابه، والأنصاريُّ يتكلَّم على (٣) أصحابه، فقال هلال: هي لي ولأصحابي، قال الأنصاريُّ كذلك، واختلفا، فقال الأنصاريُّ لهلال: كيف تتشهَّد؟ فقال: أَوَ مِثلي يُسأل عن التشهُّد! فتشهَّدَ على حديث ابنِ مسعود، فقال له الأنصاريّ: مَن حدَّثك به؟ من أين ثبت عندك؟ فبقي هلالٌ ساكتًا لا يدري ما يقول، فقال له الأنصاري: أنت تصلِّي كلَّ يومٍ وليلة خمسَ صَلَوات منذ سنين وتردِّد فيها هذا الكلامَ وأنت لا تدري مَن رواه عن نبيِّك ﷺ قد باعد اللهُ بينك وبين الفقه. فقسمها الأنصاريُّ في أصحابه.

أَسندَ عن أبيه وغيرِه، وروى عنه الإمام أحمدُ رحمة اللهِ عليه وغيرُه، وكان صدوقًا ثقة.

[وفيها توفِّي]

مكِّيُّ بن إبراهيمَ

ابنِ بشير بن فَرقد، أبو السَّكَن، التميمي البُرْجُمي البَلخي الحنظلي. أحدُ الرحَّالين


(١) في (ب): صدقه.
(٢) ما بين حاصرتين من (ب). وانظر تاريخ بغداد ١٤/ ٤٩٤ - ٤٩٥، وقال هارون الحمال: سمعته يقول: جالست الثوري وأنا ابن ست عشرة سنة ثلاث سنين. تهذيب الكمال، وتاريخ الإِسلام ٥/ ٤٢٨.
(٣) كذا في (خ)، والمنتظم ١٠/ ٢٧٢، والوافي ٣/ ٣٠٣، وفي تاريخ بغداد ٣/ ٤٠٦، وتهذيب الكمال، والسير ٩/ ٥٣٦: عن (في الموضعين) ولم ترد هذه الترجمة في (ب).