للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

تُمْلا بك الأرضُ عَدْلًا مثل ما مُلئت … جَوْرًا وتُوضِحُ للمعروف مِنْهاجا

إنَّ الإمارةَ لا تَرضى ولا رضيت … حتى عَقَدتَ لها في رأسها تاجا (١)

وكانت وفاة أبي المُطَرِّف في رمضان، وكان له من الولد: الحكم وعبد الجبار وسليمان وعبيد الله وعبد الملك وغيرهم، فقام بعده ولده الحكم بعهدٍ من أبيه.

عُتْبة بن عُبيد الله

ابن موسى بن عُبيد الله، أبو السَّائب، من أهل هَمَذان (٢).

ولد سنة أربع وستين ومئتين، وكان أبوه تاجرًا موسرًا، أديبًا، يؤمُّ الناس في مسجدٍ بهَمَذان فوق ثلاثين سنة، ونشأ أبو السَّائب يطلب العلم، وغلب عليه في ابتداء عُمُره علمُ التَّصوف، والميلُ إلى الزُّهد، ثم خرج عن بلده، واتَّصلت أسفارُه، ولقي العلماء، وقرأ القرآن، وكتب الحديث، وتفقَّه على مذهب الشافعي، وعرف الأمير أبو القاسم بن أبي السَّاج خبرَه وما هو عليه، فقلَّده الحكمَ بأذْرَبيجان، وعَظُمَت حالُه، وقُبِض على ابن أبي السَّاج، فعاد إلى الجبل، وتقلَّد هَمَذان، ثم دخل بغداد، وتقلَّد أعمالًا جليلةً بالكوفة، وديار مُضَر، والأهواز، وعامة الجبل، وقطعة من السواد، ثم تقلَّد مدينة أبي جعفر، ثم تقلَّد قضاء القُضاة.

وكانت وفاتُه في ربيع الآخر، ودفن بداره في سوق يحيى.

وقال ابن القَطَّان: رأيتُ أبا السَّائب في منامي بعد موته فقلتُ: ما فعل الله بك مع تخليطك؟ فقال: غفر لي، فقلتُ: وكيف ذاك؟ فقال: إنَّ الله عرض عليَّ أفعالي القبيحةَ، ثم أمر بي إلى الجنة، وقال: لولا أني كتبتُ على نفسي أنِّي لا أُعَذِّب من جاوز الثمانين لعَذَّبْتُك.

فاتِك بن عبد الله

أبو شُجاع، الإخشيدي، ويعرف بالمجنون (٣).


(١) في العقد: في رأسك التاجا، وهي الأشبه.
(٢) تاريخ بغداد ١٤/ ٢٧٢، المنتظم ١٤/ ١٣٧، السير ١٦/ ٤٧، تاريخ الإِسلام ٧/ ٨٩٤.
(٣) وفيات الأعيان ٤/ ٢١ - ٢٣، وتاريخ الإِسلام ٧/ ٨٩٤.