للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فصل في أسجاع العرب المتعلقة بهذه المنازل، وما نقل فيها عن الأوائل (١)

قرأت على شيخنا أبي اليُمن الكِندي ، قال: قرأت على أبي منصور بن الجواليقي قال: بلغني عن أبي بكر محمد بن المنادي أنه قال: العرب تقول: إذا طلع الشرطين، استوى الزُّمَين. وأمَّا قول من يقول "الشرطان" فقال أبو حنيفة الدينوري: استوى الزمان، وخَضرت الأعطان (٢)، وعمرت الأوطان، وتهادت الجيران، وبات الفقير بكل مكان.

وإذا طلع البُطين اقتُضي الدَّين.

وإذا طلعت الثريَّا عشيَّا، بع لراعيك كسيّا، فإن طلعت غُدَيّا ابتغ له سقيَّا.

وإذا طلع الدَّبَران، توقَّدت الحرَّتان، ويبست الغدران.

وإذا طلعت الهَقْعَة، رجع الناس عن النُّجْعة. وإذا طلعت الهَنْعَة، انعطفوا إلى المنعة.

وإذا طلع الذراع، حسرت الشمس القناع، واشتعل في الأفق (٣) الشعاع، وترقرق السَّراب بكل قاع.

وإذا طلعت النَّثرة، جُني النخل بكثرة، ولم يترك في ذات دَرٍّ قطرة.

وإذا طلع الطَّرْف، سهل أمر الضَّيف وخف.

وإذا طلعت الجَبْهة، توجَّه المسافر في كلِّ وجهة.

وإذا طلعت الصَّرفة احتال كلُّ ذي حرفة.

وإذا طلعت العَوَّاء، ضُرب الخباء، وطاب الهواء.

وإذا طلع السِّماك، كثر على الماء اللِّكاك، يعني الزِّحام.


(١) أورد ابن قتية في "الأنواء" هذه الأسجاع مفرقة كل في موضعه، وانظر "المخصص" ٩/ ١٥ - ١٧، و "الأزمنة والأمكنة" ٢/ ٢٤٩ - ٢٥٤.
(٢) في (ب): "خضرت الأغصان".
(٣) في (ب): "الأرض".