للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أهله، وجرى عليهم ما جرى، وتَنَقَّص أبا بكر وعمر، واذكر ما فعلا، وما فعل بنو أميَّة بأهل البيت، وإن كان سنِّيًّا فاعكس الأمر، وإن كان رقيق الدِّين فاذكر له الرَّجعةَ، والمجون، والخلاعةَ، والتَّناسخ، وإن كان زاهدًا فاذكر له الزُّهد والتَّقشُّف ونحو ذلك، وعلى هذا المثال يستدرجون الخلائق إلى مذاهبهم بكلِّ طريق، فمن وافقهم سُلب التَّوفيق، [وقد ذكرنا في صدر الكتاب طرفًا من ذلك]، وسنذكر جملة من مذاهبهم في أماكنها (١).

[فصل وحجَّ بالنَّاس هارون بن محمد الهاشميّ].

وفيها غزا يازمان الخادم الصَّائفة، فبلغ حِصنًا يقال له: سَلَنْدو، فنصب عليه المجانيق، وأشرف على فتحه، فجاءه حجر من الحصن فقتله، فارتحلوا به وفيه رمق، فمات بالطَّريق من غده في رجب، فحُمل على أكتاف الرِّجال إلى طَرَسوس، فدُفن بها، وكان شجاعًا جوادًا (٢).

وفيها توفي

[أحمد بن محمد]

ابن عبيد الله بن المدبّر، الكاتب، أبو الحسن [الذي أسره الزَّنج من الأهواز.

قال الحافظ ابن عساكر:] بعثه المتوكّل سنة إحدى وأربعين ومئتين إلى دمشق، فمسح أراضيها، وأصله من سُرَّ من رأى، وكان أديبًا شاعرًا، [ولّاه المتوكل خراج جند دمشق والأردنّ.

وذكره الصُّولي فقال: أحمد أسنُّ من أخيه إبراهيم، وأحمد بن المدبر هو الذي إذا امتدحه شاعر فلم يرضه بعث غلمانه معه إلى الجامع، فيلازمونه حتى يصلِّي مئة ركعة فتحاماه الشُّعراء، وقد ذكرناه في ترجمة الجَمَل الشاعر، واسم الجَمَل حسين بن عبد السَّلام].

حُبس أخوه إبراهيم، فكتب إليه من الحبس رُقْعةً يشكو إليه ما هو فيه، فكتب إليه


(١) "المنتظم" ١٢/ ٢٩٣ - ٢٩٤.
(٢) "تاريخ الطبري" ١٠/ ٢٧.