وأمَّا التعليمية: فمذهبهم إبطالُ القياس، ولا علم إلَّا ما يُتلقَّى من إمامهم.
قال المصنِّف ﵀: وقد زعم [قوم] أنَّ الإسماعيليَّة منهم، وأنَّ قُرمط غلام إسماعيل بن جعفر بن محمد بن محمد الصَّادق أحدث لهم هذه المقالات، وليس كما ذكروا؛ فإنَّ إسماعيل كان يدعو إلى مذهب آبائه وأجداده، ولا يخرج عن الشَّريعة المحمديَّة، ولا يُعرف له غلام اسمه قُرمط، وإنَّما القرامطة مَن ذكرنا يشيرون إلى مذهب الملاحدة مثل زرادشت ومزدك وماني وغيرهم، [ومن ذكرنا في صدر الكتاب] ممَّن أباح المحظورات والأمَّهات والبنات، وشيَّدوا مذهب الفرس والمجوسيَّة، وقالوا بقول الفلاسفة، وجَحدوا النُّبوَّات، وأباحوا الخمورَ والملاهي وغير ذلك.
فأمَّا الإسماعيلية: فينتسبون إلى إسماعيل بن جعفر الصَّادق، وأنَّه لا يزال منهم إمام معصوم يتلقَّون منه العلوم، ويُظهرون التمسُّك بالإسلام والصَّوم والصلاة ونحو ذلك.
ومن مذاهب القرامطة أنَّ محمد بن الحنفية هو المهديّ، وأنَّه جبريل، والمسيح، والدَّابة الَّتي تخرج في آخر الزَّمان، ويزيدون في الأذان: وأنَّ نوحًا رسول الله، وإبراهيم رسول الله، وعيسى رسول الله، ومحمد بن الحنفية رسول الله، وأنَّ القبلة والحج إلى بيت المقدس، ويوم الجمعة والاثنين والخميس يوم استراحة، وأن قوله تعالى: ﴿قُلْ هِيَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ﴾ [البقرة: ١٨٩] أي: ظاهرها؛ ليعلموا بها عدد السِّنين والحساب والشهور والأيَّام، وباطنها هم أوليائي الذين عرَّفوا عبادي سبيلي، وأنَّ الصَّوم في السَّنة يومان وهما: النَّيروز والمهرجان، وأنَّ النَّبيذ حرام، والخمر حلال، ولا غُسل من الجنابة إلا غسل الذَّكر، وما معنى الاغتسال من المنيِّ دون البول. وكثير من هذه الحماقات والخرافات (١).
ومنهم مَن يتحيَّل على المسلمين بطرق شتَّى، ولا يَنْفق قولُهم إلَّا على الجُهَّال، فتارةً يدخلون على أهل السنة بما يوافقهم، وعلى الشِّيعة بما يوافقهم، ويَخدعون الطَّوائف بكلِّ حيلة، ويتوسَّلون إلى استجلابهم بكلِّ وسيلة، فيقولون للدّاعي: اجعل التشيُّع دينَك عند أهله، فقل: ظُلِم عليٌّ ﵇ وغُصب حقُّه، وقُتل الحسين وسُبي