للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

لهما: هذه البلاد التي أُخِذَت كان لي فيها ذخائر وأموال وقد أُخِذَتْ، وطلب منهما النجدة، فبعثا له عسكرًا.

وفيها تُوفِّي

طاهر بن بركات بن إبراهيم (١)

أبو الفضل، القرشي، الخشوعي، من أكابر شيوخ دمشق.

قال ابن عساكر: سألتُ ولده إبراهيم بن طاهر: لِمَ سُمِّيتم الخشوعيين؟ فقال: لأنَّ جدَّنا الأعلى كان يؤمُّ النَّاس، فمات في المحراب.

وكانت وفاة طاهر بدمشق، وكان صدوقًا ثقة.

عاصم بن الحسن (٢)

ابن محمَّد بن علي بن عاصم، أبو الحسين، ولد سنة سبع وتسعين وثلاث مئة، وتوفي في جمادى الآخرة، ودفن عند جامع المنصور، وكان ظريفًا شاعرًا، فصيحًا أديبًا، ثقة متقنًا حافظًا، ومن شعره: [من الكامل]

لهفي على قومٍ بكاظمةٍ … ودَّعْتُهم والركبُ مُعترِضُ

لم تترُكِ العَبَراتُ مُذْ بَعُدوا … لي مُقلةً ترنو وتغتمِضُ

رحلوا فطَرْفي دمعُهُ هَطِلٌ … جارٍ وقلبي حشوُهُ مَرَضُ

وتعوَّضوا لا ذُقْتُ فَقْدَهمُ … عنِّي وما لي عنهمُ عِوَضُ

أقرضتُهم قلبي على ثقةٍ … بهم فما ردُّوا الذي اقترضوا

فَرَضوا على الأجفانِ أنهمُ … لا تلتقي فَرَضُوا بما فَرَضُوا

أم أبرموا أمرًا فإنَّهمُ … بصدودِهم للعهدِ قد نَقَضُوا

وقال: [من الرجز]

أتعجبون من بياض لمَّتي … وهجرُكُمْ قد شيَّبَ المفارقا


(١) تاريخ دمشق ٢٤/ ٤٤٩ - ٤٠٥ والمثبت منه ومن النجوم الزاهرة ٥/ ١٢٨، فقد تحرف اسم بركات في (خ) و (ب) إلى: ركاب.
(٢) المنتظم ١٦/ ٢٨٦ - ٢٨٧.