للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

القصب، ونادوا: المستنصر يا منصور، ونادت الطائفة الأخرى: المسيحَ يا منصور، وتفاقم أمر الفتنة، وقُتِلَ من الفريقين نحوٌ من مئتين، وسبَّ أهلُ الكَرْخ أصحابَ رسول الله ، [وأزواجَه رضوان الله عليهم، وتعدَّوا إلى سبِّ رسول الله ] (١) وكتب الخليفة إلى صدقة بن مَزْيَد بإنفاذ جيش، فبعث إليه بالعرب، واتفقوا مع الشحنة، فنقضوا الدُّور، وأحرقوا المحالَّ، وحلقوا الشعور، [وأحرقوا] ونهبوا أماكن المفسدين من الفريقين، فسكنت الفتنة.

وفي شوال ورد الخبر بموت خاتون بنت السلطان بأصبهان بالجُدَري، فجلس الوزير في العزاء بباب الفردوس ثلاثة أيَّام -وقيل: سبعة أيَّام (٢) - وأخرج الخليفة أبا محمَّد التميمي وعفيف الخادم لتعزية السلطان.

ووردت الأخبار أن السلطان ملك شاه فتح سمرقند وأسر ملِكَها ابن طنغاج، وكان زوج أخت السلطان، وله منها ثلاثة أولاد، فجعل الولايةَ لأحدهم واسمه أحمد، وأمر بالخطبة له على المنابر. وقيل: إن هذا أحمد مات سنة أربع وثمانين.

وفيها ولَّى السلطانُ عميدَ الدولة ابنَ جَهير ديار بكر بسعي نظام الملك، فمضى إليها ومعه زوجتُه زبيدة بنت نظام الملك، وكان مقصودُه بالولاية أخْذَ مال أبيه فخرِ الدولة من الودائع العظيمة، فأخذها وأقام إلى سنة أربع وثمانين، فاستدعاه السلطان إليه، ومات أبوه سنة ثلاث وثمانين، وسنذكره إن شاء الله تعالى.

وفيها عمرت المنارة بجامع حلب.

وفيها جهز بدر الجمالي عسكرًا من نصير (٣) الدولة الجيوشي، فنزل على صور وبها القاضي عين الدولة ابن أبي عقيل، فسلَّمها إليه لمَّا لم يكن له به طاقة، وفتح صيدا وجُبيل وعكا، وكان لتُتُش بهذه البلاد أموال، فأخذها ونزل على بعلبك، وجاءه ابن ملاعب وخطب للمستنصر، وبعث تُتُش إلى آق سنقر بحلب وإلى بُزان بالرُّها وقال


(١) ما بين حاصرتين هنا وفي الموضع الآتي من (ب).
(٢) الخبر إلى هنا في المنتظم ١٦/ ٢٨١.
(٣) في (خ): نصر، والمثبت من (ب)، والنجوم الزاهرة ٥/ ١٢٨.