للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وهو أوَّل من سبى بني قابيل واسترقَ منهم.

وأوَّل من طرز الطرز، وخطَّ بالرَّمل، ونظر في علم النُّجوم وسمَّاها، ووضع أسماء البروج والكواب السيَّارة ورتَّبها في بيوتها، وأثبت لها الشَّرف والوبال والحضيض والأوج والتربيع والتثليث والتسديس والمقاربة والمقابلة والرجوع والاستقامة ونحو ذلك، لأنه صعد إلى السماء، وألهمه الله تعالى معرفة هذه الأشياء.

وهو أوَّل من جاهد في سبيل الله.

وقال ابن عباس، موقوفًا عليه ومرفوعًا: أربعة من الرُّسل سُريانيُّون: آدم وشِيث وخَنُوخ ونوخ (١).

قال: وجَمَع بني آدم ووعظهم وأمرهم ونهاهم عن مداناة بني قابيل، فخالفه جماعة فقتل وسبى واسترقَّ (٢).

قال: وكان يصعد له في اليوم من العمل ما لا يصعد لبني آدم في السنة، فحسده إبليس وعصاه قومه، فرفعه الله إليه، وأدخله الجنَّة، ورُفعَ وهو ابن ثلاث مئة وخمس وستين سنة (٣).

قال جدي في "التبصرة": وعاش أبوه بعد رفعه إلى السماء مئة وخمسًا وثلاثين سنة (٤).

[ذكر رفعه]

قوله تعالى: ﴿وَرَفَعْنَاهُ مَكَانًا عَلِيًّا (٥٧)[مريم: ٥٧] اختلفوا في المكان الذي رفع إليه على أقوال:

أحدها: في السماء الرابعة، وفي "الصحيحين" من حديث مالك بن صَعصَعة في


(١) ذكره ابن الجوزي في تلقيح فهوم أهل الأثر ص ٤ من كلام ابن عباس، وأخرجه الطبري في "تاريخه" ١/ ١٧١ وابن حبان في صحيحه (٣٦١) من حديث أبي ذر ، وإسناده ضعيف جدًّا.
(٢) انظر "التبصرة" ١/ ٥٠.
(٣) أخرجه ابن سعد في "الطبقات" ١/ ٤٠، وابن الجوزي في "المنتظم" ١/ ٢٣٣.
(٤) "التبصرة" ١/ ٥٠.