للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

أسند عن الثوريِّ وغيره، وروى عنه الإِمام أحمدُ بن حنبلٍ رحمةُ الله عليه وغيرُه، وقال الإمامُ رحمةُ الله عليه: كان حافظًا يتوقَّى كثيرًا، وكان يحبُّ أن يتحدثَ باللفظ، وما رأيت بالبصرة مثلَه.

وكان يعرف الرجال كما يعرف الطبيبُ الأمراض، وما رُئي في يده كتاب قطُّ، وإنما كان حفظَه.

واتفَّقوا على صدقه وأمانتِه وثقته، حتى قال الخطيب (١): كان من الربَّانيين في العلم، وممَّن بَرَع في معرفة الأثَر، وطُرُقِ الروايات، وأحوالِ الشيوخ.

[وفيها توفي]

عليُّ بن عبدِ الله

ابن خالد بن يزيدَ بن معاويةَ بن أبي سفيان، أبو الحسن السفياني (٢). وأمُّه نَفيسة بنت عُبيد (٣) الله بنِ العباس بن علي بن أبي طالب ، [وقد ذكرنا استيلاءه على دمشقَ في سنة خمسٍ وتسعين ومئة] (٤).

ويلقَّب بأبي العَمَيطَر؛ لأنَّه قال لأصحابه يومًا: أَيش كنيةُ الحِرْذَون؟ فقالوا: لا ندري، فقال: أبو العَمَيْطَر، فلقَّبوه به [فكان يغضب.

وقال ابنُ عساكر:] (٥) وكانت داره بالمِزَّة، وله دارٌ أخرى برَحْبَة البَصَلِ بدمشق، [قال:] ولمَّا خرج بدمشقَ ودعا إلى نفسه، كان ابنَ تسعين سنة، وبويع بالخلافة في سنة خمس وتسعين ومئة، وأقام متغلِّبًا على دمشق. واشتغل عنه محمَّد بحرب أخيه، وطرد عمَّال محمَّد. [قال:] وكان الوليدُ بن مسلم يقول: والله لَيخرجنَّ السفيانيُّ في سنة خمس وتسعين ومئة. فكان كما قال.


(١) في تاريخه ١١/ ٥١٣.
(٢) في (ب): بن أبي سفيان بن [صوابه أبو] العَمَيطر، وكنيته أبو الحسن، والمثبت من (خ).
(٣) في (خ): عبد الله، والمثبت من (ب) وهو الموافق لما في تاريخ دمشق ٥١/ ٢٤، والكامل ٦/ ٢٤٩، والسير ٩/ ٢٨٥، وتاريخ الإِسلام ٤/ ١٢٦٥.
(٤) ما بين حاصرتين من (ب).
(٥) في تاريخه ٥١/ ٢٥، ٢٣. وما بين حاصرتين من (ب).