للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[وروى الخطيبُ (١) أنه] قيل له: أيُّما أحبّ إليك، يغفر اللهُ لك ذنبًا أو تحفظ حديثًا؟ [فقال: أحفظ حديثًا. وكان شديدَ الحب لحفظ الحديث].

وقال القَواريري: أملى عليَّ عبدُ الرَّحمن بن مَهدي عشرين ألفَ حديثٍ من حفظه.

وقال محمَّد بنُ يحيى: ما رأيت في يد عبدِ الرَّحمن كتابَّا قَطّ، وكلُّ ما سمعتُه (٢) منه سمعته حفظًا.

و [روى الخطيبُ (٣) أنه] كان يختم القرآنَ في كلِّ ليلتين، وكان وردُه في كلِّ ليلة نصفَ القرآن.

وقال ابن المَديني: كان ابنُ مهديّ أعلمَ الناس، ولو حلفتُ بين الرُّكن والمقامِ بالله أني لم أرَ أحدًا قطُّ أحفط منه للحديث، لكنت بارًّا (٤).

وقال الإِمام أحمدُ رحمة اللهِ عليه: إذا حدَّث ابنُ مهدي عن رجلٍ فهو حجَّة.

[وحكى أبو نُعيم عنه أنَّه قال:] (٥) لولا أنِّي أكره أن يُعصى اللهُ بسببي، لتمنَّيت ألا يَبقى في المِصْر أحدٌ إلَّا اغتابني، فأيُّ شيءٍ أهنأُ من حسنة يجدها الرجلُ في صحيفته يومَ القيامة لم يعملْها ولم يَهُمَّ بها؟

وأراد أن يبيعَ أرضًا له، فقال له الدلَّال: قد أعطيت في الجَرِيب خمسين (٦) ومئتي دينار، وهي أرضٌ خراب، أسمِّدها لأبيعَ الجريبَ (٧) بفضل خمسين دينارًا، فتصير تساوي أربعةَ آلافِ دينار؟ فغضب وقال: ﴿لَا يَسْتَوي الْخَبِيثُ وَالطَّيِّبُ﴾ [المائدة: ١٠٠] الآية، ثم قال: واللهِ لو بيعت بمئة ألفِ دينارٍ ما سمَّدتها.


(١) في تاريخه ١١/ ٥١٥. وما بين حاصرتين من (ب).
(٢) في (خ): ولا سمعته، والمثبت من تاريخ بغداد ١١/ ٥٢١.
(٣) في تاريخه ١١/ ٥٢٢. وما بين حاصرتين من (ب).
(٤) العبارة في المصادر: لو أخذت فحلفت بين الركن والمقام، لحلفت بالله أني لم أرَ أحدًا قط أعلم بالحديث من عبد الرَّحمن بن مهدي. انظر الجرح والتعديل ١/ ٢٥٢، وتاريخ بغداد ١١/ ٥١٩، والمنتظم ١٠/ ٦٩، والسير ٩/ ١٩٧ - ١٩٨، وشرح العلل لابن رجب ١/ ١٩٧.
(٥) حلية الأولياء ٩/ ١١. وفي (خ): وقال عبد الرحمن، والمثبت من (ب).
(٦) في (خ): خمسون، والمثبت من حلية الأولياء ٩/ ١١، وصفة الصفوة ٤/ ٦.
(٧) في (خ): أشهرها لأبيع الجريد. وانظر الحلية وصفة الصفوة.