للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وفيها توفي

أبو بكر الشِّبْلي (١)

واختلفوا في اسمه ونسبه على أقوال؛ أحدها: جَحْدر بن دُلَف، والثاني: دُلَف بن جَحْدر، والثالث جعفر بن يونس، حكى هذه الأقوال الثلاثة أبو عبد الرَّحمن السُّلَمي، قال: وعلى قبره ببغداد مكتوب: جعفر بن يونس. والرابع: دُلَف بن جبغويه (٢)، والخامس: دُلَف بن جعفر (٣).

وأصله من أُشْرُوْسَنَة، من قرية يقال لها: شِبْليَّة.

وكان خالُه أميرَ الأمراء بالإسكندرية.

ولد الشِّبلي بسُرَّ مَن رأى، وكان صاحبَ الموفَّق أبي أحمد، فجعل طُعمته دُماوَنْد، وكان أبوه حاجبَ الحجَّاب للموفق.

[وذكره الخطيب وابن خَميس والسُّلمي وأثنَوا عليه، وذكره الحافظ ابن عساكر وقال:] كان فقيهًا على مذهب مالك بن أنس، وكتب الحديث الكثير، ثم صَدَف عن ذلك، ولزم العبادة حتى صار رأسًا في المُتَعَبِّدين، ورئيسًا في المجتهدين.

[ذكر طَرَفٍ من أخباره:]

قال السُّلَمي (٤): ولَّاه الموفَّق دُماوَنْد، فحضر يومًا مجلس خَير النَّسَّاج، فوقع كلامُه في قلبه فتاب، ومضى إلى دماوند فقال لأهلها: إنَّ الموفَّق ولَّاني بلدكم، وقد تُبت من الولاية، فاجعلوني في حِلٍّ، فبكوا وجعلوه في حِلٍّ.


(١) طبقات الصوفية ٣٣٧، حلية الأولياء ١٠/ ٣٦٦، تاريخ بغداد ١٦/ ٥٦٣، الرسالة القشيرية ١٠٧، المنتظم ١٤/ ٥٠، مناقب الأبرار ٢/ ٢٨، تاريخ الإسلام ٧/ ٦٨٧، السير ١٥/ ٣٦٧، مختصر تاريخ دمشق ٢٨/ ١٦٧.
(٢) في (خ م): جعونة.

(٣) في (خ): أبو بكر الشبلي الزاهد، واسمه جحدر بن دلف وقيل: دلف بن جحدر، وقيل: جعفر بن يونس، وقيل: دلف بن جعونة.
(٤) في (م ف م ١): حكى السُّلمي قال، والمثبت من (خ).