للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

يونان بن ثوبة بن سرحون بن رومية بن بوبط بن زرمي بن الأصفر بن إيلنفز (١) بن العيص ابن إسحاق ، وكان أبوه ملك اليونان.

وقال علماءُ السير: وُلد الإسكندر لثلاثَ عشرة سنةً مضت من ملك الأراكنة، وسلَّمه أبوه إلى أرسطاطاليس الحكيم، وكان مقيمًا بمدينة اقمينية (٢)، فأقام عنده خمسَ سنين يتعلَّم منه الحكمة والأدب، فنال منه ما لم ينلْه أحدٌ من تلامذته. ومرض أبوه فخاف على الملك، فاستردّه وعهد إليه ومات، فاستولى الإسكندر على الملك، وكانت الملوك تهابه.

قصته مع دارا (٣)

كان أبوه ملكًا على بلاد اليونان، وتهابه الملوك إلا الفرس، فصالحه دارا بن دارا ملك فارس على أن يحمل إليه في كل سنة ألف بيضة من ذهب، في كل بيضةٍ مئة مثقال. فلما مات فيلفوس لم يَحمل إليه الإسكندرُ شيئًا، فكتب إليه دارا يهدِّده ويتوعَّدُه حيث أخّر الإتاوة، وبعث إليه بكرة وصولجان وخرقةٍ فيها سِمسم، وقال: أنت صبي، فالعب بهذه الكرة والصَّولجان، فإن أديت الإتاوة وإلا بعثت إليك بجنودٍ بعدد هذا السمسم، وأتيتُ بك في وثاقٍ.

فكتب إليه الإسكندر: أما بعد، فقد تَيمَّنت بالكرة والصولجان، فإن الدنيا مثل الكرة وسألعب بها، وأضيف ملكك إلى ملكي، وأما السمسم فقد تَيَمَّنْتُ به لأنه بعيد عن الحَرافة (٤) والمرارة، وأما الدجاجة التي كانت تبيض ذاك البيض فقد ذبحتُها وأكلتُ لحمها.

فغضب دارا وسار إليه بجموعه، وسار إليه الإسكندر بجموعه، فالتقيا على نصيبين الجزيرة، وقيل: مما يلي الخزر من ناحية خراسان، والأول أصحُّ.

فلما همَّ دارا باللقاء، بعث إليه الإسكندر يقول له: أيها الملك لا تفعل، فإن دماء


(١) في المنتظم: زوفي بن الأصفر بن أليفز، وفي الطبري والكامل: رومي بن الأصفر بن أليفز.
(٢) في تاريخ الطبري ١/ ٥٧٣، والكامل ١/ ٣٨٢: مقدونية.
(٣) انظر تاريخ الطبري ١/ ٥٧٣، والأخبار الطوال ص ٢٩ - ٣٢، ومروج الذهب ٢/ ٢٤٧، والبدء والتاريخ ٣/ ١٥٢، وتجارب الأمم ١/ ٣٥، والمنتظم ١/ ٤٢٣.
(٤) الحَرافة: طعمٌ يُحرِق اللسان. "لسان العرب": (حرف).