للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

الرُّصافة، فَحُمِلَ في تابوت، ودُفِنَ عند أهله، وقيل: تُوفِّي في سابع وعشرين رمضان، وبويع أبو نَصْر محمَّد.

الباب الخامس والثَّلاثون

في بيعة الإِمام الظَّاهر بأمر الله.

[(١) قد ذكرنا أن أباه خطب له بولاية العهد في سنة خمس وثمانين وخمس مئة، وعمره إذ ذاك أربع عشرة سنة، لأنه ولد في المحرم سنة سبعين وخمس مئة، وخطب له على المنابر] وعزل في سنة إحدى وست مئة، ثُمَّ أُعيد إلى العهد في سنة ثماني عشرة وست مئة، ولما مات أبوه استدعى المكينَ القُمّي وقشتمر والأنباري والأعيانَ إلى البَدْرية، فشاهدوا النَّاصر ميتًا مسجًى، فبايعوا أَبا نَصْر محمدًا، ولقَّبوه بالظَّاهر بأمر الله، وهذه البيعة الخاصَّة، ثم بويع البيعة العامة؛ حَضَرَ القضاةُ مع الأعيان فبايعوه.

وكان جميلَ الصُّورة، أبيضَ مُشْربًا حُمْرةً، حلو الشمائل، شديد القُوَى، أفضت الخلافةُ إليه وله اثنتان وخمسون سنة إلَّا شهورًا، فقيل له: ألا تتفسَّح؟ فقال: قد قاش الزَّرْع، فقيل له: يبارك الله في عُمُرك، فقال: مَنْ فَتَحَ دُكَّانًا بعد العَصْر أَيش يكسب؟ ولما بُويع أحسنَ إلى النَّاس، ولم يؤاخذ أحدًا ممن سعى في خَلْعه، وكان النَّاس يظنُّون خِلافَ ذلك، وخاف الخونة واستعدُّوا للمهالك، وكتبوا وصاياهم، فقابل الإساءة بالإحسان [والتجاوز بالامتنان] (٢)، وصلَّى على أَبيه بالتَّاج، وعمل العزاء ثلاثة أيام، وفَرَّق الأموال، وأَبْطَلَ المكوس، وأزال المظالم.

ذِكْرُ وزراء النَّاصر، ونحو ذلك:

وَزَرَ له عبد الله بن يونس، وابن حديدة، وابن القَصَّاب، وابن مهدي، وكَتَبَ له محمَّد بن الأنباري، وولده علي، ثم اسفنديار، ثم ابن القَصَّاب، ثم يحيى بن زبادة، ثم القُمّي.


(١) في (ح): ولد في المحرم سنة سبعين وخمس مئة، وخطب له على المنابر بولاية العهد سنة خمس وثلاثين (كذا) وعزل … ، والمثبت ما بين حاصرتين من (ش).
(٢) ما بين حاصرتين من (ش).