للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

وأقام واليًا على مصر خمس عشرة سنة، واختطَّ بها، وتوفي بها وهو أميرٌ عليها.

وقيل: مات بالإسكندرية سنة اثنين وستين في ذي القَعْدة.

وقال مجاهد: صليتُ خلف مسلمة بن مخلد، فقرأ سورة البقرة في الصلاة، فما ترك منها واوًا ولا ألفًا (١).

أسند مسلمةُ الحديث عن رسول الله ، فأخرج له الإمام أحمد حديثًا واحدًا؛ قال (٢): حدثني محمد بنُ بكر، أخبرنا [ابن] جُريج، عن المنكدر، عن أبي أيوب الأنصاريّ، عن مسلمة بن مخلد، أنَّ النبيَّ قال: "من سترَ مسلمًا في الدنيا ستره الله في الدنيا والآخرة، ومَنْ نجَّى مكروبًا فكَّ الله عنه كُرْبَةً من كُرَب يوم القيامة، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته".

أمُّ سَلَمة رضوان الله عليها

زوج النبي ، واسمُها هند بنت أبي أمية. [قال ابن سعد (٣): واسم أبي أمية] سهيل (٤) بن المغيرة بن عبد الله بن عُمر (٥) بن مخزوم.

وكان يقال لأبيها: زاد الراكب؛ لأنَّ رفيقه لا يحتاج معه في السفر إلى زاد.

وأزواد الراكب من قريش ثلاثة: هذا، ومسافر بن أبي عمرو بن أمية، وزمعة بن الأسود بن المطلب بن أسد، وأبو أمية أشهرهم بذلك. وقيل: اسمه حذيفة. [وذكرنا تزويج رسول الله بها في سنة أربع من الهجرة].

وكانت أمُّ سلمة من أفاضل أزواج رسول الله ، وأمُّها عاتكة بنت عامر بن ربيعة من بني كنانة [وقد ذكرنا طرفًا من أخبارها، وأنها أنكرت على عائشة خروجها إلى البصرة نوبة الجمل.


(١) المصدر السابق ٦٧/ ١٨٧ و ١٨٨.
(٢) مسند أحمد (١٦٩٥٩).
(٣) في "الطبقات" ١٠/ ٨٥. والكلام بين حاصرتين من (م).
(٤) في (ب) و (خ): سهل. والمثبت من "الطبقات".
(٥) في (ب) و (خ): عمرو، والمثبت من "الطبقات".