للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

طسوج يَتقلَّدُه فيما تقدّم عاملٌ واحد، سوى طسوج بادوريا، فإنه كان يَتقلَّدُه عاملان؛ بجلالته وكَثرةِ ارتفاعه، ولم يزل خطيرًا عند الفُرس، ومُقَدَّمًا على ما سواه (١).

ولما مسح عثمان بنُ حُنَيْف الأرض جعل على جَريب الكَرْم عشرة دراهم، وعلى جَريب النَّخْل خَمسةَ في راهم، وعلى جَريب القَضْبِ ستَّةَ دراهم، وعلى جَريب البُرِّ أربعةَ دراهم، وعلى جَريب الشعير دِرهمين.

وقال الشعبي: مسح عُثمانُ السَّواد فوجده ستّةً وثلاثين ألفَ ألف جَريب، فوضع على كلِّ جَريب درهمًا (٢).

ذكر السواد (٣)

قال الجوهري: سوادُ الكوفةِ والبصرةِ: قُراهما (٤).

وقال أبو عُبيد: إنَّما سُمِّيَ السوادُ سوادًا؛ لأن العربَ لمّا خَرَجوا من البَرِّيَّةِ نَظروا إلى مثلِ الليلِ من النَّخْلِ والشجرِ، فسمّوه سوادًا، وهم يُسَمُّون الخُضرَةَ سوادًا، ومنه قوله تعالى: ﴿مُدْهَامَّتَانِ (٦٤)[الرحمن: ٦٤] أي: خضراوان من الريّ يميلان إلى السوادِ.

واختلفوا في حدِّ السوادِ الذي وقع عليه الخراجُ، فقال أبو عُبيد: هو من تُخومِ المَوْصِل مادًّا مع الماء إلى ساحلِ البحرِ من عَبَّادان وشرقي دِجْلَةَ، هذا طولُه، وأمَّا عَرْضُه فحدُّه مُنْقَطَعُ الجبلِ من أرضِ حُلْوان إلى منتهى طرفِ القادسية المتَّصلِ بالعُذَيْبِ من أرضِ العرب (٥).

والأصحُّ ما ذكره أصحابُنا قالوا: هو ما بين العُذَيب إلى عَقبة حُلْوان عَرْضًا، ومن العَلْث إلى عَبَّادان (٦).


(١) تاريخ بغداد ١/ ١٧٠، والمنتظم ٤/ ٣٠٨.
(٢) تاريخ بغداد ١/ ١١، والمنتظم ٤/ ٣٠٩، ومن قوله: قال حارثة بن مضرب. . . إلى هنا ليسر في (ك).
(٣) في (أ) و (خ): حد السواد.
(٤) الصحاح: (سود).
(٥) الأموال لأبي عبيد ص ٧٤، وتاريخ بغداد ١/ ١١ - ١٢، والمنتظم ٤/ ٣٠٩.
(٦) انظر بدائع الصنائع ٢/ ٥٠٣، وحاشية ابن عابدين ٤/ ١٧٧.