للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

موسى] (١) الرِّضا، ودعا للمأمون ولأخيه بعده بولاية العهد، ومضى إبراهيمُ بن موسى إلى اليمن، وكان قد غلب عليها حَمْدُويه بن علي بن عيسى بنِ ماهان.

وفيها توفِّي

الحسينُ بن الحسنِ

ابن عَطيَّةَ بن سعد بن جُنادة، أبو عبد الله، القاضي، العَوْفي، الكوفيُّ، الحَنَفي.

[قال الخطيب:] (٢) ولي قضاءَ الشَّرقية ببغدادَ بعد حَفْصِ بن غياث، ثم نُقل إلى قضاء عَسْكرِ المهدي.

[قال (٣): وكانت لحيةُ العوفيِّ طويلة جدًّا إلى ركبتيه. قال: وجاءته امرأةٌ فقالت: أيها القاضي، عَظُمَت لحيتُك فأفسدت عقلَك، وما رأيت ميِّتًا يحكم بين الأحياءِ قبلك، وكان ضعيفًا في الحكم، فقال لها: فتريدين ماذا؟ قالت: وتَدَعُك لحيتُك تكلمني؟! فقال بلحيته بيده كذا وقال: تكلمي.

وحكى (٤) عن السَّاجيِّ قال: اشترى بعضُ أصحابه جاريةً فامتنعت عليه، فشكاها إلى العَوفي، فقال: أرسِلْها إلي، فأرسلها إليه، فقال لها العوفي: يا عَروب يا لَعوب، يا ذاتَ الجِلْباب، ما هذا التَّمانعُ المُجاوزُ للخيرات، والاختيارُ للأخلاق المَشْنوآت؟! فقالت: أيُّها القاضي، ليس لي فيه حاجة، فأْمُره يبيعني. فقال لها: يا هَنَة، أَمَا علمتِ أن فَرْطَ الاعتياصاتِ من المَوْمُوقات على طالبي المَوَدَّات مؤدِّياتٌ إلى عدم المَفْهومات؟! فأشارت الجاريةُ إلى لحيته وقالت: ليس في الدُّنيا أصْلَحُ لهذه العُثْنُوناتِ المُنْتَشِئات، على صَدْر أهل الرَّكاكاتِ، من المَواسي الحالقات، وضحكت وضحك العوفي.

وحكى الخطيبُ (٥) عن الحارث بنِ أبي أسامةَ قال: حدَّثنا بعضُ أصحابنا قال:


(١) ما بين حاصرتين من (ب).
(٢) في تاريخه ٨/ ٥٥٢، وانظر ترجمته في المنتظم ١٠/ ١٠١، والسير ٩/ ٣٩٥، وتاريخ الإسلام ٥/ ٥١.
(٣) في تاريخه ٨/ ٥٥٥.
(٤) في تاريخه ٨/ ٥٥٥ - ٥٥٦.
(٥) في تاريخه ٨/ ٥٥٤.