للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[الحسن بن عجلان]

أبو سعيد الجُفْري، أحدُ الأبدال.

رَوى أبو نعيم عن أبي عمران التمَّار قال: غدوتُ ليلةً قبل الفجر إلى مسجد الجُفْري، وإذا باب المسجد مغلق، وسمعتُ ضجَّةً في المسجد وجماعةً يؤمنون على دعائه، ثم هدأت الضجَّة، وفَتحَ الباب، فدخلتُ فلم أر أحدًا، فلما طلعَ الفجر وصلَّى بالناس وتفرَّقوا، قلت له: يا أبا سعيد، إني رأيت عجبًا، وسمعت عجبًا، فقال: ما رأيت وما سمعت؟ فأخبرته قال: أولئك جنُّ نصيبين يأتون إلى هاهنا، فيشهدون ختمَ القرآن في كل ليلة جمعة (١).

وروى الحسن عن أبي الزبير وثابت البُناني وغيرهما (٢).

زمعة بنُ صالح المكِيّ

من الطبقة الرابعة من أهل مكَّة، وكان من العبَّاد.

قال ابن أبي الدنيا بإسناده إلى القاسم بن راشد الشيباني قال: كان زمعةُ عندنا نازلًا، وكان له أهل وبنات، وكان يقومُ الليل فيصلِّي ليلًا طويلًا، فإذا كان السحر نادى بأعلى صوته:

يا أيها الركب المعرسون … أكل هذا الليل ترقدون

ألا تقومون فترحلون

قال: فيتواثب الناس من كلِّ ناحيةٍ، فمن هنا باك، ومن هنا داع، ومن هنا قارئ، ومن هنا متوضِّئ، فإذا طلعَ الصباح نادى بأعلى صوته: [من الرجز]

عند الصباحِ يَحمدُ القومُ السُّرى (٣)

أسندَ زمعةُ عن ابنِ طاوس وغيره، ورَوى عنه وكيع (٤).


(١) حلية الأولياء ١٠/ ١٣٩ - ١٤٠، والمنتظم ٨/ ٢٤٢.
(٢) انظر ترجمته أيضًا في تهذيب الكمال ٦/ ٧٣ وغيره.
(٣) صفة الصفوة ٢/ ٢٢٩ - ٢٣٠، والمنتظم ٨/ ٢٤٢ - ٢٤٣.
وانظر الرجز في مجمع الأمثال ٣/ ٢، فقد نقل عن المفضل أن أول من قال ذلك خالد بن الوليد .
(٤) انظر ترجمته أيضًا في تهذيب الكمال ٩/ ٣٨٦.