للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

فقبضَ عليها ومات، فدفنَّاه في بعض جزائر البحر في الروم (١).

قال: وقال البخاري: دُفِنَ في بلاد الروم عند حصن يقال له: سوس (٢).

قال: وقال الربيع بن نافع: دفَن بساحل البحر، وقيل: إنه توفي بجزيرةٍ من جزائر البحر، وحمل إلى صور، فدفن بمكانٍ يقال له: مدفلة.

قلت: وقد رأيتُ بجبلة قبرًا يقال: إنَّه قبرُه، وهو ظاهرٌ يزار.

أسند إبراهيم عن قتادة وأبي إسحاق السبيعي، وأبي حازم، والثوريّ، والفضيل بن عياض، ومالك بن أنس (٣)، ومالك بن دينار، والأعمش، ومقاتل بن حيَّان وغيرهم، وإنما قلَّت روايات ابن أدهم؛ لأنَّه شغلته العبادةُ وطلبُه الحلال، والتدقيقُ في باب الورع عن ذلك.

ومن رواياتِه عن قتادة قال: بلغني أنَّه كان في بني إسرائيل رجلٌ ذبحَ عجلًا بين يدي أمِّه، فأيبسَ الله يده، فبينما هو ذات يومٍ جالسٌ إذ سقط فرخٌ من وكره وهو يبصبص إلى أبويه، وهما يبصبصان (٤) عليه، فأخذَه فردَّه إلى وكره رحمةً له، فرحمه الله، وردَّ عليه يديه (٥) رحمةً له بما صنع.

وقال الحافظ ابن عساكر: روي عن الشافعيِّ أنَّه قال: كان سفيان معجبًا بإبراهيم بن أدهم، وكان إذا ذكره قال: أجاعتهم الدنيا فجاعوا، وخافُوا من النار فأمنوا، ثم ينشدُ يقول: [من الطويل]

أجاعتهم الدُّنيا فجاعُوا ولم يَزلْ … كذاك أخو التَّقوى عن العيش مُلْجَما

أخو طيّئ داود منهم ومسعر … ومنهم وهيبٌ والغريب (٦) ابن أدهمَا

أولئك أصحابي وأهلُ مودَّتي … فصلَّى عليهم ذو الجلال وسلَّما

انتهت ترجمته رحمة الله عليه.


(١) تاريخ دمشق ٢/ ٤٠٨ (مخطوط).
(٢) في تاريخ دمشق ٢/ ٤٠٨، وتهذيب الكمال: ودفن بسوقين، حصن ببلاد الروم.
(٣) لم أقف على من ذكر له رواية عن مالك بن أنس.
(٤) في شعب الإيمان (١٠٥٧١) - طبعة مكتبة الرشيد-: يتبصبص … يتبصبصان.
(٥) كذا في (خ). وفي شعب الإيمان: يده.
(٦) في تاريخ دمشق ٢/ ٤٠٨ (مخطوط): والعريب.