للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عافية؟ قالوا: نَعْمْ، فقال: ما ماتَ أحد. فَعَقَدَ له الولاية بعده، وسمَّاه أَمير المؤمنين في سنة ثمانٍ وعشرين، وقال: به يَفتَحُ الله البلادَ ويُصلِحُ العباد، فأطيعوه. ثم ماتَ ابنُ تُومَرْت سنةَ ثمانٍ وعشرين (١).

وفتح عبدُ المؤمن أماكن في الجبال، فَجَهَّزَ إليه عليُّ بنُ يوسف ولدَه تاشفين، وكان وليَّ عهده، فصار يمشي بجيشه في السَّهْل، وعبد المؤمن مقابله في الجبل، ثم ماتَ عليُّ بنُ يوسف سنةَ خمسٍ وثلاثين (٢) بمرَّاكُش، ومات ابنُه تاشفين بظاهر وَهران سنة تسعٍ وثلاثين، ولم ينزل عبد المؤمن إلى الوطَاء (٣) حتى ماتَ تاشفين.

ثم افتتح عبدُ المؤمن البلاد، ومات في سنة ثمانٍ وخمسين، وسنذكر [تفصيل هذا الإجمال،] إن شاء الله تعالى (٤).

يوسف بن علي أبو القاسم الزَّنْجاني (٥)

تفقَّه على أبي إسحاق الشِّيرازي، وبَرَعَ في الفِقْه والمناظرة، وسَمِعَ الحديث [من أبي إسحاق وغيره] (٦)، وكان دَيِّنًا وَرِعًا، صَدُوقًا، وتوفي في صفر، ودفن عند أبي حامد الإسْفَرَاييني (٧).

[وكان أبو إسحاق يثني عليه] (٨).


(١) الصحيح أن وفاته سنة (٥٢٤ هـ)، انظر "المعجب": ٢٨٤، و"وفيات الأعيان": ٥/ ٥٣، و"سير أعلام النبلاء": ١٩/ ٥٥٠.
(٢) ذكر المراكشي في "المعجب": ٢٩٥، وابن خلكان في "وفيات الأعيان": ٧/ ١٢٥، والذهبي في "سير أعلام النبلاء": ٢٠/ ١٢٥ وفاته سنة (٥٣٧ هـ).
(٣) الوطاء: السهل. "اللسان" (وطأ).
(٤) في (ع): وسنذكره، وما بين حاصرتين من (ب).
(٥) ترجمته في "المنتظم": ٩/ ١٥٤ - ١٥٥، و"طبقات الشافعية" للإسنوي: ٢/ ٦، وذكره السبكي في "طبقاته": ٥/ ٣٦٢ ولم يسق ترجمته.
(٦) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٧) توفي أبو حامد الإسفراييني سنة (٤٠٦ هـ)، وسلفت ترجمته في وفياتها، وكان قد دفن بباب حرب.
(٨) ما بين حامرتين من (م) و (ش).