للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عبيد الله بن عبد الله بن الحسين (١)

أبو القاسم الخفاف، ويُعرف بابن النقيب البغدادي، وُلدَ سنة خمس وثلاث مئة، رأى الشِّبلي، وكان سماعه صحيحًا، وكان شديدًا في السُّنَّة.

ولمَّا مات ابنُ المُعلِّم فقيهُ الشيعة جلس في التهنئة، وقال: ما أُبالي أيَّ وقتٍ متُّ بعد أن شاهدتُ موتَه.

وأقام عِدَّة سنين يُصلِّي الفجر بوضوء العشاء الآخرة، ويُحيي الليل.

وقال الخطيب: سألتُه كم تذكُرُ من الخلفاء؟ فقال: المقتدر، والقاهر، والراضي، والمُتَّقي، والمُستكفي، والمطيع، والطائع، والقادر، والغالب.

خُطِبَ له بولاية العهد.

وكانت وفاةُ عبيد الله في شعبان ببغداد، وعاش مئة وعشرَ سنين، وكان ثقةً صدوقًا.

علي بن عبد الصمد (٢)

أبو الحسن، الشيرازي، تولَّى حِجبةَ القادرِ في شوَّال سنة تسع وثمانين وثلاث مئة (٣)، فلم يزل على الحِجْبة إلى سنة ثمانٍ وأربع مئة، وكثُرت الفتن في بغداد من الجانبين، ووقع الحريقُ والنَّهبُ، فجاء إلى دار الخليفة، وأظهرَ التوبة من العمل، فوُلِّي بعدَه أبو مقاتل، فأراد دخول الكَرْخ، فمنَعَه أهلُها، فأحرقَها وعبَرَها، فأُعيد عليٌّ في سنة تسع وأربع مئة، فقتل الموسومين بالشرِّ من الفريقين السُّنَّة والشيعة، فقامت الهيبةُ، وسكن الناسُ، فلمَّا وَلِيَ الوزيرُ أبو القاسم ألَّب العيَّارين على عليٍّ فقتلوه في نصف رجب، بعد أن صادَره وأخذ منه خمسة آلاف دينار (٤).


(١) وقع اسمه في (ف) والنجوم الزاهرة ٤/ ٢٦١: عبد الله، والمثبت من (خ) كما في مصادر ترجمته: تاريخ بغداد ١٠/ ٣٨٢ - ٣٨٣، والمنتظم ١٥/ ١٦٦، وتاريخ الإسلام ٩/ ٢٥٦.
(٢) المنتظم ١٥/ ١٦٧.
(٣) بعدها في (خ) و (ف) - والترجمة فيهما دون (م) و (م ١) - زيادة كلمة: وللشرطة، وهي ليست في المنتظم. قلت: والترجمة ليست في (م) و (م ١).
(٤) بعدها في المنتظم زيادة: مغربية.