للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

السنة التاسعة والثلاثون بعد المئتين (١)

فيها نفى المتوكل عليَّ بن الجهم إلى خراسان (٢).

وفيها وجدت سَعْفَةٌ في نخلةٍ عليها مكتوب: خَلْقُهُ غافلون ساهون مطلوبون، ﴿وَسَيَعْلَمُ الَّذِينَ ظَلَمُوا أَيَّ مُنْقَلَبٍ يَنْقَلِبُونَ﴾ [الشعراء: ٢٢٧]، ﴿إِنْ كَانَتْ إلا صَيحَةً وَاحِدَةً فَإِذَا هُمْ جَمِيعٌ لَدَينَا مُحْضَرُونَ﴾ [يس: ٥٣].

وفيها غزا عليُّ بن يحيى الأرمنيّ بلادَ الروم، وأوغلَ فيها، فيقال: إنَّه شارف القُسْطَنطينية، وأحرقَ ألف قريةٍ، وقتلَ عشرة آلاف عِلْج، وسَبى عشرين ألف رأس (٣)، وأخذ من الدوابّ والغنائم ما لا يحد، وعاد سالمًا.

وفيها عُزِل يحيى بن أكثم عن القضاء، وأخذَ المتوكِّلُ من منزله مئة ألف دينار (٤)، ومن البصرة أربعةَ آلاف جريب، فقوِّمت بمئة ألف وستين ألف دينار.

وكان ابنُ أكثم يقول: والله ما فيها من ماله ولا من مال أبيه ولا أخيه درهم، اقرؤوا سككها، كلُّها من مال الرشيد والمأمون، اسمهما على السِّكك.

وبنى المتوكِّلُ فيها بناءً لم يعجبه، فهدمَه، فقال الناس: قد بانَ ظلمه ليحيى.

وفيها زُلْزِلت الدنيا في الليل في جمادى الأولى، واصطكَّت الجبال، وخصوصًا بالساحل، ووقع من الجبل المشرف على طبريَّة قطعةٌ طولها ثمانون ذراعًا، وعرضها خمسون ذراعًا، فماتَ تحتها خلق كثير (٥).

وفيها اتفق شعانينُ النصارى والنَّيروز يومَ الأحد لعشرين ليلة خلت من ذي القعدة،


(١) جاء بعدها في (ب) ما سيأتي ذكره في أحداث السنة الأربعين بعد المئتين، فكأنه حصل سبق نظر للناسخ من أحداث هذه السنة إلى التي بعدها. والله أعلم.
(٢) تاريخ الطبري ٩/ ١٩٦، والمنتظم ١١/ ٢٦٥، والكامل ٧/ ٧١.
(٣) في المنتظم ١١/ ٢٦٥ - والخبر فيه-: وسبى سبعة عشر ألف رأس.
(٤) في المنتظم ١١/ ٢٦٦، وتاريخ الطبري ٩/ ١٩٨، والكامل ٧/ ٧٤: قبض منه خمسة وسبعين ألف دينار. اهـ. والطبري وابن الأثير أوردا هذا الخبر في أحداث سنة أربعين ومئتين.
(٥) المنتظم ١١/ ٢٦٦.