للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

سمع أبا منصور القَزَّاز، وروى عنه "تاريخ الخطيب"، وروى "طبقات ابن سعد" بالإجازة عن قاضي المارَسْتان.

وسمع ابن ناصر، وابنَ السمرقندي، والأنماطي، ومحمد بن عبد الباقي الأنصاري، وأبا القاسم الحريري، وسعد الخَير الأندلسي، وخَلْقًا كثيرًا، وكان صدوقًا، ثِقَةً.

سعيد بن حمزة بن أحمد (١)

أبو الغنائم، [ويقال له] (٢) ابن ساروخ، الكاتب [النِّيلي] (٢) العراقي.

ولد بالنِّيل سنة ثماني عشرة وخمس مئة، [وسمع شيوخ ذلك العَصْر، وسافر إلى الشام والروم، ومدح الملوك والأمراء، وذكره العماد في "الخريدة" (٣)، وعاد إلى بغداد، فكبر وأسنّ، وانقطع في بيته إلى آخر عمره، وقد سمع ببغداد من أبي عبد الله محمَّد بن عبد الله الحَرَّاني الشاهد، وغيره، و] (٢) كان بارعًا، وله رسائلُ ومكاتباتٌ، وأشعارٌ [رائقة، وألفاظ فائقة شائقة، فمن شعره ما هو أرقّ من نسائم الأسحار إذا هزَّت أفنان الأشجار] (٢)، فمن شعره: [من البسيط]

يا شائمَ البَرْقِ من نجديِّ كاظمةٍ … يَبْدُو مرارًا وتُخْفيه الدَّياجِيرُ

إذا سُقِيتَ الحيا مِنْ كلِّ مُعْصِرَةٍ … وعاد مَغْناكَ خِصْبًا وهو ممطورُ

سَلِّمْ على الدِّوْحة الغَنَّاء من سَلَمٍ … وعَفِّرِ الخَدَّ إنْ لاح اليعافِيرُ

أَحِنُّ شَوْقًا إلى تلك الرِّياض وقد … ضاها بنفسجَها وَرْدٌ ومَنْثُورُ

ومالتِ السَّرْوُ في خُضْر الثِّيابِ كما … تمايلتْ في الحرير الأَخْضرِ الحُوْرُ

والغُصْنُ سكرانُ من طلِّ النَّدى فإذا … دعا ابنُ وَرْقاءَ أضحى وهو مخمورُ

وهاتفاتٍ على الأغصانِ قد رَقَدَتْ … عنهنَّ في غَسَقِ الدَّاجي النَّواطيرُ

فَظَلْنَ يَسْجَعْنَ حتى كِدْتُ مِنْ وَلَهي … أقضي ولكنَّما في العُمْرِ تأخيرُ

لكنَّ وَجْدِي بترجيع الهَدِيل وما … عرَّدْنَ باقٍ إلى أن يُنفخ الصُّوْرُ


(١) له ترجمة في "التكملة" للمنذري: ٢/ ٣٨٢ - ٣٨٣، و"المذيل على الروضتين": ١/ ٢٧٦ - ٢٧٧، وفيه تتمة مصادر ترجمته.
(٢) ما بين حاصرتين من (م) و (ش).
(٣) لم أقف على ترجمته في الأجزاء المطبوعة من "الخريدة".