كتاب مرآة الزمان في تواريخ الأعيان

السنة الثلاثون - ذكر وفاته ﵁ - ج: 5 - ص: 472

قلت: لا، قال: فأجمَّنا حتى تكون، فإذا كانت اجتهدنا رأيَنا (١).

وقال ابن سعدِ بإسناده عن أبي المهلب، عن أُبيّ بن كعب أنَّه كان يَختم القُرآن في ثماني ليالٍ، وكان تَميم الدّاريّ يَختمه في سبعٍ (٢).

وقال الواقدي (٣): شهد أُبيٌّ الجابيةَ مع عمر بن الخطاب، وكتب كِتابَ الصُّلْحِ لأهل بيتِ المَقْدِس.

وقال الهيثم بن عَديّ: تقاضى العباسُ وعمر إلى أُبيّ في شيءٍ، فحكم على عمر، فقال له عمر: ما من أحدٍ من أصحاب رسولِ اللَّه ﷺ أجرأُ عليَّ منك، فقال أُبيٌّ: لا، بل ما فيهم أنصحُ لك مني (٤).

وقال أبو نُعيم بإسناده عن أُبيّ بن كعب أنَّه سأل رسولَ اللَّه ﷺ: ما جزاءُ الحُمّى؟ قال: "تُجري الحسنات على صاحبها ما اختَلَج عليه قَدَمٌ، أو ضَرَبَ عليه عِرْق"، فقال أُبيٌّ: اللهمَّ إني أسألُكَ حُمَّى لا تَمنعُني خُروجًا في سبيلك، ولا خُروجًا إلى بيتكِ، ولا مسجد نبيّك ﷺ، قال: فلم يُمْسِ أُبيٌّ قط إلا وبه الحُمّى حتى مات (٥).

وكان يَحجُّ ويَعتمر ويَصوم ويُصلّي ويُجاهدُ في سبيلِ اللَّه إلى أن ماتَ.

ذِكْرُ وفاته ﵁-: واختلفوا فيها، زعم قومٌ أنَّه مات في سنة اثنتين وعشرين، واحتجّوا بأنَّ عمر قال: اليوم مات سيَّدُ المسلمين، والذي قال: اليوم مات سيِّدُ المسلمين غيرُ عمر.

قال ابنُ سعدٍ بإسناده (٦) عن عُتَيّ بن ضَمْرة السَّعدي قال: قَدِمتُ المدينة في يومِ ريحٍ وغُبْرة، وإذا الناسُ يَموجُ بعضُهم في بعضٍ، فقلتُ: ما بالُ الناسِ؟ فقالوا: ما

---

(١) هذا الخبر ليس في (ك).
(٢) الأخبار الثلاثة في طبقات ابن سعد ٣/ ٤٦٣ - ٤٦٤.
(٣) من قوله: وقال ابن سعد بإسناده عن أبي المهلب. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).
(٤) أخرجه أحمد في فضائل الصحابة (١٨٠٧)، وابن عساكر في تاريخ دمشق (عبادة - عبد اللَّه بن ثوب) ١٩٢ عن ابن عباس ﵄.
(٥) الحلية ١/ ٢٥٥ دون قوله: حتى مات.
(٦) من قوله: وكان يحج ويعتمر. . . إلى هنا ليس في (خ) و (ع).