أمير الغُزِّ، كان شجاعًا فاتكًا، قد انضاف إليه قطعة من الغُزّ، فكانوا يغارون على الشام، فأضافه محمود إليه حذرًا من شرِّه، وعامل غيره مرةً على حلب وأراد قتل محمود وعطية، فلم يتمكَّن من ذلك، فجاء إلى ابن أبي عقيل إلى صور، وأقام عنده، فأحسن إليه ووصلَه وأعطاه أصحابَه، وجاء بدر الجمالي يحاصر صور، فنافق ابنُ خان وخرج إلى بدر، فعسكر عنده، فدسَّ ابن أبي عقيل إلى غلمان ابن خان، وقال لهم: قد عرفتُم ما فعلتُ مع صاحبكم من الجميل، وما أنفقت عليه من الأموال، وما صلح لي ولا جازاني على إحساني إليه، ولكم عليَّ إن قتلتموه كذا وكذا من المال. فوثب عليه منهم اثنان فقتلاه وحملا رأسه إلى ابن أبي عقيل، فطِيفَ به في صور، وكان عند ابن أبي عقيل جماعة من الغُزِّ، ففارقوه إلى بدر فقدي بهم.
[وفيها تُوفِّي]
الحسن بن علي بن محمد (١)
أبو الجوائز، الواسطي، الكاتب، ولد سنة اثنتين وخمسين وثلاث مئة، وسكن بغداد دهرًا طويلًا، ومن شعره:[من الرجز]
واحَرَبا من قولها … خان عهودي ولَها
وحَقِّ مَنْ صيَّرني … وقفًا عليها ولهَا
ما خطرَتْ بخاطري … إلَّا كسَتْني ولهَا
وقال:[من الوافر]
رويتَ ومَنْ رويتَ من الروايهْ … وكيفَ وما انتهيتَ إلى النهايهْ
وللأعمارِ غايات تناهَتْ … وإن طالتْ وما للعلم غايهْ