للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

[قال الخطيب:] قال الفتح: رأيت عليَّ بن أبي طالب رضوان الله عليه في المنام، فقلت: يا أمير المؤمنين، عِظني، فقال: ما أحسن تواضعَ الأغنياء للفقراء، وأحسنُ منه تِيه الفقراء على الأغنياء ثقةً بالله.

وقال: رأيتُ بالبادية شابًّا بغير زاد ولا راحلة، فقلت: أين الزَّاد؟ فأخرج مصحفًا وقال: اقرأ ﴿كهيعص﴾ [مريم: ١] الكاف من كافٍ، والهاء من هادٍ، فيُحتاج مع هذا إلى زاد (١)؟!

محمد بن إبراهيم بن مُسلم

أبو أميَّة، البغداديُّ.

كان رفيعَ القدر، إمامًا في الحديث، متقدِّمًا على أهل زمانه، سكن طَرَسوس، وكانت وفاته بها في جمادى الآخرة.

سمع أبا نُعيم وغيرَه، وروى عنه أبو حاتم الرَّازي، وكان صدوقًا ثَبْتًا.

ومن شعره: [من البسيط]

في كلِّ يومٍ أرى بيضاءَ قد طَلَعتْ … كأنَّما طلعتْ في باطنِ البَصَرِ

لئن قطعتُكِ بالمِقراض عن بصري … فما قطعتُكِ عن هَمِّي وعن فِكري (٢)

[وفيها توفي]

محمد بن عبد الرَّحمن

ابن الحكم بن هشام، الأُموي، والي الأندلس.

[ذكره الحُميديُّ في "تاريخه" (٣) وقال:] كان عالمًا، فاضلًا، [عاقلًا]، فصيحًا،


(١) "تاريخ بغداد" ١٤/ ٣٦٢، و"المنتظم" ١٢/ ٢٥٦، و"تاريخ دمشق" ٥٧/ ٤٥٩، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٥٨٥.
(٢) "تاريخ دمشق" ٦٠/ ٣٦٠، والبيتان أيضًا في معجم الشعراء للمرزباني ص ٢١٦ من شعر أبي دلف القاسم بن عيسى.
وتنظر ترجمته في "تاريخ بغداد" ٢/ ٢٧٩ - ٢٨٣، و"المنتظم" ١٢/ ٢٥٨، و"تاريخ الإسلام" ٦/ ٥٩٤ - ٥٩٥.
(٣) ص ١١، واسمه جذوة المقتبس في ذكر ولاة الأندلس.