للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

عالمًا فقيهًا، دَوَّنَ عن الإمام أحمد مسائل، وقال: بلغني أنَّ الكَوسجَ يروي عنِّي مسائل، اشهدوا أنِّي قد رجعت عنها، وكان الإمام أحمد يكره أن يدوَّنَ كلامُه، وبلغَ الكوسج، فوضعَ تلك المسائل فِي جراب، وحملَه على عنقه إلى بغداد، فدخلَ على الإمام أحمد، فعرضَها عليه، وأوقفَه على خطِّه، فأعجبه ذلك، وأقرَّ له بها ثانيًا.

استوطنَ الكوسج نَيسابور، وماتَ بها، [ودُفِن] (١) يوم الجمعة لعشرٍ بقين من جمادى الأولى.

أسندَ عن الإمام أحمد، وسفيان بن عيينة، وعبد الرزاق، وخلقٍ كثير، ورَوى عنه عبد الله ابن الإمام أحمد، وأخرج عنه البخاريُّ ومسلم، وأجمعُوا عليه (٢).

الحسين بن الضَّحَّاك بن ياسر (٣)

أبو علي الشاعر، ويعرف بالخليع، الباهليّ.

ولد بالبصرة سنة اثنتين وستين ومئة، ونشأ بها ومدح غيرَ واحدٍ من الخلفاء، وحصلت له أموالٌ عظيمة.

وقف الخليع على مجلسٍ فيه غلامٌ أمرد وضيءُ الوجه، فجعلَ ينظر إلى الغلام وهو معرضٌ عنه، فقال الخليع: [من الطويل]

تتيهُ علينا أنْ رُزِقتَ ملاحةً … فمهلًا علينا بعضَ تيهكَ يا بدرُ

لقد طالما كُنَّا [ملاحًا و] طالما … صَدَدنا وتهنَا ثم [غيَّرنا] (٤) الدهرُ

[فصل: وفيها توفي]

محمد بن سَهْل

ابن عَسكر بن عُمارة، أبو بكر البخاري، ويعرف بابن دُوَيد.


(١) ما بين حاصرتين من تاريخ بغداد ٧/ ٣٨٧.
(٢) انظر ترجمته فِي تاريخ بغداد ٧/ ٣٨٥ - ٣٨٧، والمنتظم ١٢/ ٥١، وتاريخ دمشق ٢/ ٧٨٤ - ٧٨٦ (مخطوط).
(٣) كذا ذكره المصنف فِي وفيات هذه السنة وتبعه ابن تغري بردي فِي النجوم الزاهرة ٢/ ٣٣٣. وفي تاريخ بغداد ٨/ ٥٩٥، ووفيات الأعيان ٢/ ١٦٨، وسير أعلام النبلاء ١٢/ ١٩١، والوافِي بالوفيات ١٢/ ٣٧٩ أن وفاته كانت سنة خمسين ومئتين.
(٤) فِي (خ) و (ف) بياض، وما بين حاصرتين من الأغاني ٧/ ٢١١.